حل أمس الوزير الأول النيجري علي باجو غماتي المبعوث الخاص لرئيس النيجر ممادو طانجة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في إطار زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين بلدين تجمعها ملفات كبيرة للشراكة، تأتي في مقدمتها ملفات الطاقة والأشغال العمومية والأمن، إضافة إلى الدور الذي تنتظره نيامي من الجزائر بخصوص إقامة مصالحة وطنية بين الحكومة والمتمردين الطوارق وحسبما ورد في بيان لوزارة الخارجية فان زيارة علي باجو غماتي ''تندرج في إطار التطورات الأخيرة في المنطقة وأفاق تعزيز وتوسيع التعاون في كل المجالات بين الجزائر والنيجر''، والتي ستكون محور المباحثات التي ستجمع بين المسؤول النيجيري ونظرائه الجزائريين، ومن بينهم الوزير الأول أحمد أو يحيى. وتأتي زيارة مبعوث الرئيس النيجيري إلى الجزائر لإعطاء جرعة جديدة للتعاون بين البلدين لتمتد إلى قطاعات غير تلك المعروفة كقطاعي الطاقة والإشغال العمومية، إلا انه من المؤكد أن هاذين القطاعين سيكونان أيضا في صلب المحادثات، خاصة وأن الجزائر ونيامي مرتبطتين مع بعضهما ، وكذا مع نيجيريا ، باتفاق بقيمة 10 مليارات دولار لبناء خط أنابيب غاز عابر للصحراء لإيصال احتياطات الغاز الضخمة في نيجيريا إلى أوروبا، حيث سينطلق هذا الخط من دلتا النيجر التي تعد أكبر منطقة منتجة للنفط والغاز في جنوب نيجيريا، ويعبر بطول يزيد عن 4000 كلم كلا من النيجر والجزائر لإيصال الغاز إلى أوروبا. وعن هذا المشروع ، قال الرئيس المدير العام لسونطراك محمد مزيان أن الأشغال جارية لإتمام المشروع في غضون 2016 . ويعد التعاون الأمني من بين القطاعات التي ينتظر أن يتعزز التعاون فيها بين الجزائر ونيامي ،خاصة وان منطقة الساحل الإفريقي قد أصبحت مسرحا لنشاط وتحركات الجماعات الإرهابية وتجار المخدرات والسلاح ، لذلك فان التنسيق بينة البلدين من شانه أن يحد من هذا النشاط ، إضافة إلى أن النيجر في حاجة إلى خبرة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب ،كما تنتظر دولة الرئيس عمر طانجة تدخلا جزائريا لمساعدتها في تجاوز أزمة الصراع مع المتمردين الطوارق قصد إعادة الاستقرار إلى البلاد ،والذي يظل غائبا عنها مادام هذا النزاع موجوا ،و الذي يؤكد بشأنه عديد الملاحظين أن الجزائر بمقدورها إنهاءه بالنظر إلى علاقتها الطيبة مع قبائل الطوارق ،وكذا للخبرة التي تكتسبها من خلال تجربتها المماثلة في مالي .