جدد أمس طلبة المدرسة الوطنية العليا للسياحة تمسكهم بالإضراب المفتوح الذي شنوه منذ يومين إلى غاية استجابة الوزارة الوصية إلى جملة المطالب المرفوع إليها، والتي تتعلق أساسا بالاعتراف بشهادة التخرج لدى مديرية الوظيفة العمومية أو القطاعات الأخرى وتأشيرها بختم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وأكد ممثل الطلبة المضربين الذين يقدرون ب 420 طالب من بينهم 40 أجنبيا في لقائه ب ''الحوار'' أن المعهد أصبح يخّرج منذ سنة 2004 دفعات متتالية بشهادات تحمل درجة ليسانس في التسيير الفندقي والسياحي مؤقتة صالحة لمدة 3 سنوات، وتسمح بممارسة نشاط وكيل سياحي، ولكنها غير معترف بها نظرا لغياب تأشيرة وزارة التعليم العالي واقتصارها على ختم وزارة السياحة فقط. وأضاف الطلبة المضربون أن المرسوم التنفيذي رقم 104/89 المعدل ومتتم للنص السابق المؤرخ في 17 أوت 1994 الخاص بإنشاء مدرسة وطنية عليا في السياحة، بالإضافة إلى دليل توجيه الطلبة الحائزين على شهادة البكالوريا الصادر في سنة 2006 كلها تؤكد على مسؤولية وزارة التعليم العالي من ناحية التأطير البيداغوجي، كما أن تعهد المدير العام للمؤسسة في 11 نوفمبر 2008 بتسوية وضعيتهم وإعادة تأشير شهادات التخرج لدى وزارة رشيد حراوبية خلال 4 أشهر لم تتحقق على أرض الواقع، حيث يواجه المئات من المتخرجين مشاكل كبيرة في الوظيف لدى مختلف المؤسسات والهيئات العمومية. ودعا هؤلاء الوزارتين الوصيتين إلى التكفل بانشغالهم والالتزام بالوعود المقطوعة خلال اللقاءات التي جمعت الطرفين في الآونة الأخيرة، والتي أسفرت على تنصيب لجنة ستعمل على دراسة انشغالاتهم وستعكف هذه الأخيرة على تدوين تقرير تعتمد عليه لإعادة النظر في وضعيتهم البيداغوجية. وفي ذات السياق، أكد الطلبة المحتجون أنهم مستعدون لتعليق إضرابهم الثالث على التوالي منذ 15 ديسمبر 2009 بعد إبداء الجهات المعنية أي دليل فعلي لتسوية وضعية الشهادات الممنوحة، وتعديلها بما يتناسب مع ديبلوم التخرج لجامعات الجزائر، خاصة وأن شروط الالتحاق بالمدرسة الوطنية للسياحة تتطلب الحصول على شهادة بكالوريا بمعدل 12 نقطة من عشرين، وتمتد فترة دراستهم لأربع سنوات وفق مناهج ومواد تتعلق كلها بتسيير القطاع السياحي والفندقي من طرف أساتذة متخصصين. كما شرع خلال سنة 2006 تعديل نظام التدريس وتعويضه بنظام ''آل. آم. دي'' وتكثيف البرنامج الدراسي ليتم إلغائه مجددا والعودة إلى النظام القديم، دون أدنى توضيحات من قبل المدراء المتعاقبين على المدرسة الأمر الذي بات يثير الكثير من التخوف من مستقبل هذا التخصص الذي ينتهي بشهادة التخرج تحمل عبارة ''شهادة مؤقتة في التسيير الفندقي والسياحي''، من مدرسة تفتقد لحد الساعة إلى تنظيم داخلي يؤطر طلبتها.