لا يزال خطر الموت بالصعقات الكهربائية بقوة 120 ألف فولط يهدد حياة 3 عائلات قاطنة بالبيوت القصديرية بمزرعة ''مركدال'' بحي المنظر الجميل ببلدية القبة الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، وذلك منذ مدة طويلة، بعد أن أحدثت مؤسسة ''توزيع الكهرباء والغاز'' المعروفة ب''سونلغاز''، حفرة ملاصقة لهذه البيوت القصديرية، غيرمكتملة الأشغال وبها ما يقارب 12 كابل ''خيط كهربائي بقوة 10 فولط للواحد'' يمر تحت ملاجئ العائلات. رحلة المعاناة انطلقت منذ سنة 2004 في هذا الصدد أكدت العائلات الثلاثة المتمثلة في عائلة ''زغاد الحواس'' المتكونة من 7 أولاد وزوجين وعائلة ''بن توميسة عمر'' المتكونة من 6 أولاد وزوجين وكذا عائلة ''زغاد مصطفى'' التي لديها 4 أفراد بما فيهما الزوجين، أن معاناتهم والوضعية الكارثية التي يعيشونها، بدأت منذ شهر ديسمبر من عام ,2004 حينما تم طردها من السكنات التي كانت تشغلها بمزرعة ''مركدال'' ، دون تعويض على حسب ما جاء على لسان العائلات الثالثة ليومية ''الحوار''، في الوقت الذي كانت فيه تنتظر تسوية وضعيتها الإدارية، نظرا لاحتلالها المكان منذ أكثر من 20 سنة. طرد للشارع بدل التسوية في ذات السياق أوضحت هذه العائلات، أنه تم تقسيم القطعة الأرضية التي كانوا يشغلونها منذ 20 عاما على عدة أطراف، وشيدت في مكانها فيلات مستغلة حاليا حسب ما رأيناه أثناء تنقلنا لعين المكان وبحسب نسخ الوثائق التي هي بحوزتنا في الوقت التي كانت فيه هذه العائلات تنتظر التسوية. غير أن قرار الطرد جاء مفاجئا للعائلات الثلاثة، التي وجدت بين ليلة وضحاها في أحضان الشارع تترقب بين الفينة والأخرى، تسوية وضعيتها وتنفيذ وعود المسؤولين المحليين لسلطات القبة، بعدما وعدتهم هذه الأخيرة في العديد من المرات، وبعد طردها مباشرة بإعادة إسكانها في ظرف 3 أشهر وطلبت منها البقاء في المكان الذي تشغله في الوقت الحالي. هذا المكان الذي شيدت به بيوتا بطريقة فوضوية مصنوعة من ''الصفيح والزنك والترنيت'' على بعد أمتار من السكنات التي كانوا يشغلونها فيما سبق بمزرعة ''مركدال'' بمحاذاة ''سوق الفلاح''. خطر الموت بالصعقات الكهربائية يهدد حياتهم أكثر معاناة عائلة زغاد الحواس، بن توميسة عمر وزغاد مصطفى، لم تنته عند حد العيش وسط بيوت مصنوعة من ''مادتي الترنيت والصفيح'' وتفتقر لأدنى شروط وضروريات الحياة، وتقاسمها المعيشة الجرذان والفئران والرطوبة العالية، التي قضت على أصاحب البيوت، بل تعدت ذلك بكثير، حينما أقدمت مؤسسة ''سونلغاز'' على أشغال حفر لزرع كابلات كهربائية تحت ملاجئ العائلات الثلاثة بقوة 120 ألف فولط ، وترك الحفر عرضة للهواء الطلق دون إتمام عملية الردم، الوضع الذي يهدد حياة العائلات، حيث باتت هذه العائلات تنام وتستيقظ على وقع المخاوف من احتمال التعرض للصعقات الكهربائية، ما يؤدي إلى القضاء على حياتهم، لا سيما أثناء تساقط الأمطار بكثرة في هذا الفصل الشتوي. لا حياة لمن تنادي ... رغم الشكاوى العديدة وضعية هذه العائلات دفعتها في الكثير من المرات للتقدم إلى المصالح البلدية والولائية، وحتى ببعث رسائل شكاوى عديدة ومتفرقة إلى مسؤولي الدولة من أجل التدخل العاجل وتنفيذ الوعود المتعلقة بشأن الترحيل والتسوية القانونية لوضعيتهم، بعد مرور فترة طويلة من المعاناة والتهميش والإقصاء، غير أنه ومع الأسف الشديد لا حياة لمن تنادي، والوضع بقي على حياته منذ 8 سنوات. كما أكد هؤلاء السكان، أن السلطات البلدية للقبة بالرغم من الوعود التي أطلقتها في مرات عديدة ومباشرة بعد طردها إلى الشارع والمتعلقة بترحيلها إلى سكنات لائقة تحفظ لهما ماء الوجه، في ظرف لا يتعدى 3 أشهر، غير أن ذلك لم ينفذ، وبقيت هذه العائلات تنتظر تنفيذ الوعود وترحيلها العاجل في أقرب الآجال وقبل فوات الأوان وحدوث كارثة إنسانية من شأنها أن تودي بحياتهم وحياة أطفالهم، في ظل افتقارها لأدنى ضروريات الحياة كقنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب والإنارة الداخلية وما إلى ذلك، حتى ينعم بحياة هادئة ومستقرة. وكنتيجة لما قلناه سالفا وللوضعية الكارثية والصعبة التي تتخبط فيها العائلات الثلاثة بمرزعة ''مركدال'' تجدد هذه الأخيرة مناشدتها للسلطات المعنية بغية التدخل العاجل والتكفل بالوضع في أقرب الآجال، وذلك قبل فوات الأوان.