هدد العديد من قاطني البيوت القصديرية بولاية العاصمة بالانتفاضة ، و الخروج الى الشارع احتجاجا على قرارات ازالة البيوت القصديرية التي تشرف عليها ولاية الجزائر دون ان تتخذ هذه الاخيرة اية حلول اخرى -حسبهم- لاعادة اسكانهم بسكنات اجتماعية لائقة، ما سيجعلهم عرضة للتشرد رفقة اطفالهم. يبدو ان قرار ازالة البيوت القصديرة بولايات العاصمة بدأ يأخذ منحى اخر بعد ان اثار القرار حفيظة العديد من قاطني هذه البيوت الفوضوية الذين قدموا من مختلف الولايات المجاورة بحثا عن الامن و عن حياة افضل. بل و بات العديد من سكان هذه الاكواخ المتناثرة في اغلب البلديات يهددون بالخروج الى الشارع تنديدا بالطرق " التعسفية" على حد قولهم ، التي تتخذها ولاية الجزائر في التعامل مع قاطني هذه الجحور السكنية كما يمكن تسميتها والتي تفتقر لادنى ضروريات الحياة الكريمة تكثر بها عمليات قرصنة الكهرباء والربط العشوائي بشبكة توزيع المياه بالإضافة إلى غياب ادنى شروط التهيئة. و في الوقت الذي شرعت فيه المجالس الشعبية البلدية في اعداد البطاقات التقنية للاحياء القصديرية عبر تراب الولاية ، بعد القرارات الاخيرة التي اتخذها والي العاصمة و القاضية باحصاء جميع البيوت القصديرية التي شوهت منظر العاصمة ، و انتشرت بها العديد من الافات الاجتماعية الخطيرة و منها الاعتداءات و السرقات، بل و اصبحت المكان الذي يؤوي العديد من الانتحاريين و المجرمين...و قد كشفت الإحصائيات الاخيرة التي قامت بها الجهات المختصة باحصاء أزيد من 65 الف بيت قصديري نهاية السنة الماضية. و قد عمدت العديد من البلديات الى انشاء مراكز لمراقبة البيوت القصديرية و من بينها الدائرة الادارية لبراقي التي قامت بتنصيب 05 مراكز لمراقبة البيوت القصديرة المتواجدة عبر اقليمها، و ذلك بالتنسيق مع الامن الوطني، قصد الحد من انتشار البيوت القصديرية وتوفير الامن بمثل هذه البؤر التي تحولت مع مرور السنين الى اكبر بؤر الفقر و الحرمان ، كما كشفت بعض المصادر من الدائرة الادارية لبئر مراد رايس بإحصاء ازيد من 2000 بيت قصديري ببلدية جسر قسنطينة فقط، و قد تم تنصيب لجنة خاصة للتكفل بالقاطنين بهذه الاحياء القصديرية ، حسب ما ادلى به احد المنتخبين، و في الوقت الذي فكرت فيه بعض المجالس البلدية بتهيئة الاحياء القصديرية المتواجدة على مستوى اقليمها ، شرعت بلديات أخرى في عملية التهديم، و هو القرار الذي اثار غضب وسخط العديد من السكان ، و منها سكان الحي القصديري المتواجد بحي سيلاسيت ببني مسوس و الذي يضم أكثر من 600 عائلة، غير ان السلطات المحلية فشلت في تهديم البنايات الفوضوية بذات الحي بعد ان هدد سكانها بالانتحار الجماعي في حالة ما لم تعدل الجهات المسؤولة عن قراراها خاصة ، و انهم لا يملكون ملجأ أخر. مواطنون اخرون هددو بالخروج الى الشارع و الاعتصام ، و كذا غلق الطرق الوطنية والرئيسية في حالة تطبيق قرار التهديم الخاص ببنايتهم الفوضوية التي يقطنونها منذ أكثر من نصف قرن، دون إيجاد حلول أخرى بإعادة إسكانهم في سكنات إجتماعية لائقة، و هي التهديدات التي وقفت عندها جريدة النهار في كلا من البيوت الفوضوية الكائنة بعين المالحة بجسرقسنطينة، حي الأكراد بالكاليتوس، سكان غابة النخيل بباش جراح؛ ، سكان وادي اوشايح، سكان مقبرة سعيد حمدين ببئر مراد رايس و كذا العديد من الاحياء القصديرية المتواجدة بالعاصمة، مؤكدين ان قرار والي العاصمة غير عادل في حقهم خاصة و انه صرح منذ ايام بتحويل السكان الذين لا ينتمون الى العاصمة الى ولاياتهم الاصلية، و هو القرار الذي سيحدث حرب أهلية بالبلاد ، بعد ان هدد سكان هذه البنايات غير الشرعية بتفجير انفسهم بمواقع سكناتهم.