عادت مرة أخرى محلات وأسواق وشوارع العاصمة لتتزين بألوان علمنا الوطني بعدما ضمن فريقنا الوطني تأشيرة التأهل إلى المونديال وهو الآن يحضر لعب كأس افريقيا، الشيء الذي دفع بالكثير من التجار، تجار الأرصفة خاصة، إلى استغلال هذه المناسبة لعرض الأعلام، البذلات الرياضية، القبعات، المناديل، الأوشحة والمعاصم المزينة بالألوان الثلاثية الجزائرية على العامة من أجل مناصرة محاربي الصحراء ومساندتهم في جميع مبارياتهم التي سيخوضنها. تزامنا مع تحضيرات فريقنا الوطني للعب مباريات كأس إفريقيا، استغل العديد من التجار هذه الفرصة لعرض الكثير من السلع بألوان العلم الوطني، بالرغم من أن العديد من أصحاب المحلات التجارية المتواجدة بالعاصمة لا يرتكز نشاطهم على بيع الألبسة الرياضية أو الأعلام الوطنية وغيرها من المقتنيات التي تحمل ألوان العلم الوطني، إضافة إلى تجار الأرصفة الذين أصبحوا يشكلون ديكورا يوميا بسلعهم المنشترة هنا وهناك، مع العلم أن هذه التجارة تعتبر تجارة موازية أو تجارة حسب الطلب يعاقب عليها القانون. شوارع وأسواق العاصمة تكسوها الأعلام الوطنية والبذلات الرياضية إثر جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى أسواق وشوارع العاصمة لرصد أجواء تحضيرات أنصار الفريق الوطني قبيل المباريات التي سوف يخضوها في أنغولا، استوقفتنا مناظر تجمع عدد كبير من الأطفال والنساء والشباب وحتى الشيوخ وهم يتهافتون على اقتناء أية قطعة تحمل الألوان الوطنية من أجل مناصرة الفريق الوطني، فالمتجول في أرجاء العاصمة يلاحظ انتعاش هذه التجارة من جديد بعد النتائج الباهرة التي حققها محاربو الصحراء وكثرة الطلب عليها. لكن ما شد الانتباه أكثر هو تغيير أغلب التجار نشاط تجارتهم الأصلي، فمثلا من كان يبيع الأواني المنزلية أو ملابس النساء أو لعب الأطفال غير نشاطه في بيع مقتيات تحمل ألوان الراية الوطنية وهناك من جمع الاثنين معا، حيث يزاولون خدماتهم بشكل عادي ويعرضون الألبسة الرياضية القمصان والقبعات في آن واحد لجني أكبر قدر ممكن من الأموال. وفي هذا الصدد تحدثنا إلى عثمان صاحب محل بيع الألبسة النسائية الذي صرح لنا قائلا حول هذا الموضوع: ''إنها فرصة لا تعوض بالنسبة لنا نحن التجار للكسب السريع وزيادة مدخول خاصة وأن إقبال الناس على هذه السلع ليس له مثيل وهي فرصة كذلك لتشجيع فريقنا الوطني ومساندته فنحن نبيع من جهة ونشجع من جهة أخرى''. أما رؤوف صاحب محل في سوق ميسونيي فيقول: ''صحيح أن التجارة التي أزاولها حاليا خارجة عن القانون وقد تعرضني لعقوبات إلا أنني لا أتخلى عنها في هذه الظروف وهذا الوقت فهي فرصة من ذهب لانعاش تجارتي في ظل إقبال مختلف الشرائح من المواطنين على ااقتنائها خاصة بذلات الأطفال التي تعرف إقبالا كبيرا''. وعن أماكن اقتناء هذه الألبسة والمقتنيات يقول أمين صاحب طاولة عرض بسوق كلوزال: ''تعد هذه التجارة تجارة مناسبات وفيها مكاسب كبيرة ذلك أننا نشتريها من سوق الجملة ''كجامع اليهود'' أو ''دي ''15 بأثمان رخيصة، لنعاود بيعها بأثمان تفوق سعرها الأصلي بنسبة 50 بالمائة فالتجارة شطارة وفرص ولكن هذا لا ينفي مؤازرتنا لفريقنا الوطني''. حماس وتهافت المواطنين فاق كل التصورات وبانتقالنا إلى ''بلكور'' العريق والمعروف بالحي الشعبي لاحظنا التفاف العديد من المواطنين على طاولات العرض التي تبيع البذلات الرياضيات والتي قفز ثمنها عن ذي قبل فأصبحت تباع ب 1300 دج، فيما وصل سعر العالم الوطني ذي الحجم الكبير إلى 650 دج وسعر المعاصم 50 دج، إلا أن الزيادة في الأسعار لم تمنع المواطنين من الشراء بدليل الزحمة الكبيرة التي أدت إلى عرقلة حركة المرور ونفاد السلع قبل حلول المساء. وفي هذا الصدد تحدثنا إلى عز الدين الذي كان منشغلا بمعاينة وشاح من ألوان الراية الوطنية، فقال: ''أنتظر بفارغ الصبر مبارة فريقنا الوطني لأقوم بتشجيعه من هنا فأنا للأسف لا أستطيع التنقل لمشاهدة المباراة عن قرب لكنني وجدت الوسيلة الوحيدة التي تمكنني من التعبير عن حبي لوطني ولفريقنا هي ارتداء الألوان الوطنية فهي أقل شيء نعبر من خلاله عن فرحتنا وحبنا الكبير''. أما السيدة فريدة أم لطفلين فتقول: ''لقد أتيت في الصباح الباكر ''لمارشي ''12 بغرض التسوق لأغراض البيت فلم أجد نفسي سوى أنني أشتري الأعلام والبدلات الرياضية لطفلتي فقد أصبح من غير المعقول خلو أي منزل من منازل العاصمة من أعلام أو أقمصة حاملة لألوان علمنا الوطني، فمثلا غرفة طفلتي مليئة بالأعلام وبصور خاصة بلاعبي فريقنا الوطني من كل الأحجام''. حمى الألوان الوطنية تنتقل لفئة الجنس اللطيف هذا وفي إطار زيارتنا الميدانية ''لحي بلكور'' شاهدنا تهافت الفتيات المحجبات وغير المحجبات على اقتناء الأعلام والبذلات التي كانت معروضة في الأسواق والمحلات والأرصفة. أسماء طالبة جامعية قائلة: ''بصراحة لا أجد فرقا بيني وبين الذكور فالاحتفال والتشجيع يجب أن يكون من قبل الطرفين فأنا أضع الوشاح بألوان العلم الوطني والمعصم كوسيلة للتعبير عن مساندتي لفريقنا في كرة القدم''. أما أسيا 24 سنة فتقول: ''لقد شجعت هذه التجارة بعض الماكثات بالبيت على امتهان حرفة الخياطة وذلك لترويج بيع الأعلام الوطنية لكسب مصروف يساعدهن في تلبية بعض الحاجيات، فكما نشاهد في الأسواق والشوارع الكل متحمس خاصة الأطفال الذين صنعوا الفرحة وهم يرتدون بذلات الفريق الوطني.