الاكتئاب.. حالة مزاجية مضطربة يصاحبها شعور باليأس والحزن الشديد، مع عدم الانتظام في النوم والطعام، وفقدان الطاقة، إلى جانب اللجوء إلى العزلة، وقد يتطور الأمر في بعض الأحيان إلى الانتحار، وذلك في مراحل الاكتئاب المتأخرة. وقد قسم الأطباء الاكتئاب إلى نوعين لابد من التمييز بينهما.. النوع الأول وراثي ويكون فيه الإنسان جاهزاً للإصابة به مع التعرض لأبسط الظروف الضاغطة، وهو نوع يتكرر على فترات والوقاية منه لابد أن تكون بالعقاقير مثل ملح الليثيوم والأدوية التي يطلق عليها منظمات المزاج، وبالطبع استخدامه لابد أن يكون تحت إشراف طبي. أما النوع الآخر من الاكتئاب، فهو الاكتئاب التفاعلي وهو الناتج عن الضغوط النفسية الشديدة أو الحرمان أو الصراع النفسي، ويمكن الوقاية منه بممارسة التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء، والحياة الاجتماعية السوية، والتمسك بتعاليم الدين والقيم الإيمانية. وأشارت أحدث إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن مرض الاكتئاب يشكل حالياً ثاني مرض في العالم يسبب العجز بعد مرض القلب. ويوجد الآن140 مليون مكتئب في العالم من بينهم مليون في مصر، وتتوقع الإحصاءات أن هذا المرض سيكون المسبب الأول للعجز والوفاة المبكرة في العام 2030. وأوضح الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بطب قصر العيني، أن الذين يتم تشخيصهم لا يعالجون بالدرجة الكافية مما يسمح بتكرار أزمات المرض، وهي أخطر مشاكل الاكتئاب، حيث يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالانتحار، وحدوث تدهور تدريجي في القدرات العقلية والمهنية. ومرض الاكتئاب يتم بالتفاعل بين الاستعداد الوراثي والجينات المسؤولة مع الضغوط الاجتماعية والحياتية وساعد في زيادة انتشاره التلوث والإدمان. وهناك أنواع عديدة من الاكتئاب، ويعتبر التشخيص الأول هو ما نسميه ''نوبة الاكتئاب العظيمة'' وهي قد تستمر في تأثيرها وفي تداعياتها ما بين 6 و12 شهراً، مما يعني أن العلاج لابد أن يستمر طوال هذه الفترة وألا تحدث خلال الأربعة أشهر الأولى نكسة أو عودة الأعراض، ويتم التدرج في ترك العقاقير لأن التوقف الفجائي يؤدي إلى أعراض وتعب، مع التنبيه على المريض والأهل بضرورة الملاحظة الجيدة في الفترة التالية تحسباً لتكرار للنوبة، مؤكدا أن العلاقة النفسية بين الطبيب ومريضه وأسرته لها دور مهم في التزام المريض بالعلاج. وأوضحت إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن20 25 % من النساء وأقل من 15 % من الرجال يعانون الاكتئاب، أما انتشاره عالمياً فيتراوح بين 4 6 من مجموع أي شعب، فإذا كان عددنا الآن 78 مليوناً فحسب تحليل منظمة الصحة العالمية سيكون لدينا مليون مصري لديهم اكتئاب جسيم.