تحدثت مصادر من داخل التحالف الرئاسي عن وجود ''نوع من الزهد'' بين قادة الأحزاب الثلاثة في عقد القمة الدورية لهم، والتي ستسلم فيها حمس الرئاسة الدورية للأرندي، مشيرة إلى أن الانتخابات الأخيرة الخاصة بمجلس الأمة وما سبقها من أحداث خلقت نوع من ''الإجماع الشبه التلقائي'' على تأجيل هذه القمة قدر الإمكان إلى حين تجاوز الآثار التي خلفتها هذه الانتخابات. استندت هذه المصادر إلى وجود نية في عدم برمجة القمة المنتظرة بين بلخادم وأويحيى لتفادي الحديث على انتخابات مجلس الأمة الأمر الذي يبرر حسبها السكوت التام عن الحديث عن عقد القمة رغم انتهاء فترة الرئاسة الدورية لحركة حمس من مدة طويلة، مضيفة بأنه رغم الطابع العادي لهذه القمة التي لن تكون إلا كسابقاتها لكن تزامنها مع حدثين سيؤثران لا محالة وسيزيدان في بقاء التحالف قويا على مستوى القمة وضعيفا على مستوى العمل القاعدي وهما التحالف المفاجئ للتجمع الوطني الديمقراطي مع حزب العمال، وتأكيدهما على أنهما يرغبان في زيادة التنسيق بينهما من أجل تطويره إلى شراكة سياسية. أما الحدث الثاني فهو التأثير الكبير لهذا التحالف في حجم التنسيق الثلاثي بينهم أثناء انتخابات مجلس الأمة، والذي جعل التحالفات بين الشركاء الثلاثة تكاد تكون منعدمة اللهم تلك التي تمت في إطار ضيق وشخصي على مستوى القواعد بين المنتخبين. وتتجه تحاليل هؤلاء إلى أن الأرندي الذي يعد أكبر مستفيد من عدم عقد القمة حاليا لأنه المستفيد الأول من انتخابات مجلس الأمة، إضافة إلى وجود نوع من الإحراج لديه مع شريكيه الأفالان وحمس بسبب تحالفه مع حزب من خارج التحالف وهو الذي سيستلم الرئاسة الدورية له من حركة حمس. وفي نفس السياق دائما خلى الاجتماع الأخير للمكتب الوطني للأرندي من أي حديث عن هذه القمة، بعد أن كان منتظرا أن يتم التطرق إليها وتكليف عضو أو عضوين من المكتب الوطني بتحضير عقدها بما أنها ستعقد في المقر المركزي للأرندي ببن عكنون. وغير بعيد عن حزب أويحيى تبقى حركة حمس الخاسر الأكبر في انتخابات السينا تنتظر تسليم العهدة وهي التي تفادت الحديث عن هذا الموضوع رغم قرار جناح مناصرة الذي يملك عددا لا يستهان به من منتخبي حمس بمنح أصواته لمرشحي الأرندي وهو ما تم فعلا ، وتبقى ''تكتم غيضها'' من شريكها رغم أن الأمر تم تفسيره على وجود صفقة ما بين التجمع الوطني الديمقراطي وجماعة مناصرة التي تبحث عن تموقع جدي في الظرف الجيد. ويضاف إلى ذلك الانتقاد الصريح الذي أكده الأفالان في أكثر من مرة على لسان بعض قيادييه لتحالف حزب أويحيى مع حزب العمال، وكلها مؤشرات وعوامل زادت في زهد الشركاء الثلاثة في عقد القمة على الأقل في الظرف الحالي.