الأغنية البدوية طابع غنائي أصيل مشبع بروح القصيدة الشعبية بكلماتها الموزونة والمعاني الكبيرة المصحوبة بنغمات القصبة والقلار. فكما للألوان الغنائية فرسانها الذين خدموها وقدموا لها الكثير وحملوا على عاتقهم مهمة نشرها والتعريف بها ومنهم من جدد فيها وطورها ،كذلك الشأن بالنسبة للأغنية البدوية وخير من يمثلها الشيخ بن عربة، الشيخ عرباوي ميلود وغوال مجاهد رواد الأغنية البدوية لما قدموا لها وطورها وجعلوها تتلاءم وتتفاعل مع النمط الحياتي للإنسان البدوي عامة ولاقت قبولاً واسعاً ورواجاً ساعدها على الانتشار ليس في الغرب الجزائري فحسب وإنما في كل ربوع الوطن. بل ونجحوا حتى في تخليص الأغنية البدوية من بعض الرواسب التي كانت تثقل حركتها وتعرقل عملية انتشارها. ورغم التعثرات التي عرفها هذا الطابع الغنائي في الجزائر في السنوات الماضية إلا انه يأبى إلا أن يواصل مسيرته في وسط الزخم الغنائي. وفي هذه القعدة التي جمعت ''الحوار'' بكبار الأغنية البدوية في ولاية غليزان يروي لنا هؤلاء اكبر التحديات التي واجهها هذا اللون وافاقه المستقبلية. الشيخ بن عربة: العشرية السوداء لم تلغ الأغنية البدوية ''الأغنية البدوية عانت مآس كثيرة نتيجة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر عانينا من جرائها كثيرا خاصة نحن أصحاب الفن الأصيل''، هذا ما اكده الشيخ بن عربة ، قائلا ان العشرية السوداء اثرت بشكل واضح على الأغنية البدوية نتيجة الظروف الأمنية التي حلت بالبلاد لكن هذا لم يقف عائقا في طريق استمرارهذا الفن. الاغنية البدوية مازالت تحتل الصدارة وأصالتها كفيلة ببقائها دائما، حتى وان شهدت الطبوع الغنائية الأخرى انفجارا فان الأغنية البدوية الأصيلة لن تراوح مكانها أبدا . الشيخ عرباوي ميلود: الراي سليل الأغنية البدوية من جهته أكد الشيخ عرباوي أن الأغنية البدوية هي أصالتنا ولن نستطيع أبدا التخلي عنها لأنها تحمل كلمات موزونة على ايقاع ''القصبة والبندير'' . فالأغنية البدوية لازالت قائمة وهي مدرسة في حد ذاتها والتراجع الذي لحق بها في السنوات السابقة كان نتيجة تدهور الوضع الأمني، فترة كان كل شيء فيها محظورا حتى ابسط الأشياء ومع عودة الاستقرار الأمني استرجعت الأغنية البدوية أنفاسها. لقد كانت الأغنية البدوية مهدا لظهور طبوع غنائية أخرى كالراي الذي ولد من '' القصبة والڤلار'' على يد كل من بوطيبة وبلقاسم بوثلجة وغيرهم. وتأكدوا أن كل الطبوع قد تؤول للزوال إلا الأغنية البدوية تأبى أن تموت ..''. وعن التغييرات التي لحقت بهذا الطابع يقول عرباوي ''الشيء الوحيد الذي قمنا به هو ابتعادنا عن الرموز لأنها كانت تحمل في ثناياها الكثير من المعاني يصعب فهمها خاصة بالنسبة لشباب اليوم وهذا لم يخرجها من طابعها الذي عرفت به''. غوال مجاهد: الأغنية البدوية لازالت تفرض نفسها في ظل الزخم الغنائي من جانبه عبر الشيخ مجاهد أن الأغنية البدوية التي تقوم على القصيدة الملحونة عاصرت فترات كثيرة، وهي رغم الزخم الغنائي الذي تشهده الساحة الغنائية اليوم مازالت متواجدة. ''لن نستطيع التخلي عن هذا الطابع الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا والذي يحمل قيمة فنية كبيرة''. استطلعت الموضوع في غليزان : حنان حملاوي