لا يخلو بيت في مجتمعنا من وجود مسن يحتاج في هذا العمر إلي رعاية مميزة واهتمام واضح من جانب أبنائه وأحفاده، خاصة إذا كان المسن قبل وصوله لسن التقاعد مسؤولا عن أبنائه وعمله وصاحب الكلمة الأولى والآمر الناهي فيكون من الصعب عليه أن يكون جالسا من غير عمل ولا يستطيع القيام بأي هدف ويعاني من أمراض كثيرة.. فكيف يمكن رعاية هذا المسن؟ يقول الدكتور عبدالمنعم عاشور أستاذ الطب النفسي وطب المسنين بجامعة القاهرة إن المسن يحتاج إلى الرعاية الكاملة من جميع من هم حوله سواء كانت زوجته أو أبناؤه أو أحفاده. فجلوسهم معه ومناقشته في أمور الحياة اليومية ومحاولة شغل وقت فراغه له الأثر الكبير علي نفسيته وإسناد نوع بسيط من الأمور التي يقوم بها حتى لو كان إحضار متطلبات البيت إذا كان قادرا علي السير أو بمساعدة أحد أبنائه فذلك يكون له دور فعال في رفع حالته النفسية.. ويضيف أن محاولة أخذ المسن يوما أو اثنين في الأسبوع للخروج في نزهة لمحاولة الترفيه عن النفس أو حتى الذهاب إلى المقاهي أو النوادي كذلك محاولة التحدث معه باستمرار وشغل وقت فراغه مع جعل الأحفاد بجانبه باستمرار والتحدث معه أو مشاركته في غذائه أو عشائه يساعد علي عدم شعوره بالملل والروتين اليومي الذي يشعر به. أيضا علي الأبناء محاولة القيام بخدمة أبيهم ومتابعة أعماله الشخصية، وألا يتركوا هذه المهمة للخدم فالمسن بحاجة إلى أن يشعر بالراحة والأمان من قبل أبنائه وذلك من ناحية تغيير ملابسه ونظافته الشخصية وحتى وجباته اليومية يجب أن تكون معدة ومقدمة من قبل الأبناء أو الأحفاد حتى لا يشعر بالغربة بين أهله. ويؤكد على أهمية وجود الصحبة والأصدقاء في حياة المسن خاصة في حالة التقاعد عن العمل أو الذين فقدوا حجما من العلاقات الاجتماعية بعد تركهم للعمل مما يؤثر على التكيف مع الوضع الاجتماعي الجديد بشكل مباشر وأيضا على الوضع النفسي للمسن، حيث كشفت دراسة أكاديمية حديثة عن وجود علاقة ايجابية وثيقة بين الصحة الجسمية لكبار السن والعلاقات الاجتماعية بمعني أنه كلما زادت العزلة الاجتماعية زادت معها الأمراض والأعراض الجسمانية، ففقدان الدور والتواصل اليومي المتكرر مع مجموعة من الزملاء قد يترك تأثيرا سلبيا على حياته الاجتماعية، الأمر الذي يستوجب معه ضرورة دعم شبكة العلاقات الاجتماعية خارج نطاق الأسرة من أجل الحفاظ على الصحة الجسمانية للمسن.