طالبت السيدة سعاد شيخي، رئيسة الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة، بإنشاء صندوق اجتماعي للتضامن والشيخوخة يكون قادرا على تأمين المسنين المعوزين أو من يملكون مدخولا ضعيفا والعمل على تجهيز المستشفيات بأقسام خاصة بأمراض المسنين لتسهيل التكفل اللازم بهذه الشريحة. أحيت الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة ''إحسان'' فعاليات اليوم الوطني للمسنين بتنظيم يوم إعلامي وتحسيسي احتضنته يومية المجاهد وتحت رعاية وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، وقد جاء اليوم الدراسي تحت شعار ''طفولة اليوم.. شيخوخة الغد''. وتناول المتداخلون في هذا اليوم مجموعة من القضايا التي تواجه الشيخوخة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية. وفيما يخص الجانب الاقتصادي فقد تضمنت التوصيات الختامية، حسب السيد سليم اولمان الأمين العام للجمعية، اقتراح إنشاء خزينة أو صندوق اجتماعي للتضامن والشيخوخة بإمكانه أن يؤمن للأشخاص المسنين والمعدومين أو الذين يستفيدون من مدخول ضعيف حياة كريمة ولائقة من خلال المخطط الصحي والاجتماعي. ومن الممكن أن يتم تمويل هذا الصندوق من خلال مساعدة الخزينة العامة، صناديق الضمان الاجتماعي، الضرائب والهبات المختلفة. وسعيا لتحقيق هذا المطلب وضع المتدخلون مجموعة من الإجراءات الكفيلة بتحقيق الهدف منها إعادة النظر في منح التقاعد والمساعدة الاجتماعية وتكييفها بما يواكب القدرة الشرائية مع ضمان مجانية العلاج وإعادة التأهيل والأدوية، كما يمكن هذا الجهاز من التكفل بالمصاريف الخاصة بالمسن مثل النظارات وطواقم الإسنان وغيرها من المتطلبات الصحية. دعت السيدة ساعد شيخي رئيسة جمعية إحسان إلى ضرورة إحصاء جميع الاشخاص المسنين في كل بلدية عبر الوطن خاصة المعوزين منهم والمرضى، بالإضافة إلى العمل على وضع قوائم المستفيدين من النشاط الاجتماعي على ضوء تحقيقات مصالح الشؤون الاجتماعية ورد الاعتبار لمناصب المساعدات الاجتماعية في البلديات وخلق خلايا تقارب بالاشتراك ما بين البلديات والجمعيات المحلية، بالإضافة إلى تحسين شروط الحصول على سكنات للمسنين وتسهيل المساعدة على التنقل والنقل برفقة المقربين من الأشخاص المسنين. إنشاء أقسام لطب أمراض المسنين دعا البروفيسور بروري منصور من مستشفى بئر طرارية بالعاصمة إلى ضرورة تحسين التغطية الصحية والتركيز على الرعاية اللازمة تطبيقها عندما يتعلق الأمر بالأشخاص المسنين، حيث دعا إلى انشاء أقسام تهتم بتخصص طب أمراض الاشخاص المسنين مع الأخذ بعين الاعتبار الأمراض التي تصيب المسنين والعمل على تعميم الفكرة على جميع المستشفيات عبر الوطن بإنشاء أقسام مماثلة تتولى فقط مهمة العلاج والتكفل بالأشخاص المسنين ورعايتهم صحيا. وأضاف البروفيسور بروري أنه يعمل على ترويج وتطوير مبدأ العلاج في البيت مع إمكانية الاستعانة بممرضين للقيام برعاية المسن داخل البيت مع العمل على توظيف الأيادي العاملة الطبية وشبه الطبية المتخصصة بالعدد المطلوب وتمكينها من التكوين. وفي نفس السياق ذكر الأستاذ المحامي علي هارون، الرئيس الشرفي لجمعية إحسان في تدخله، أنه آن الوقت لتعزيز الإجراءات التشريعية على نحو أفضل لحماية الشخص ومواجهة غياب العائلة. وذكر في هذا المجال توسيع حقل الردع للوقائع والتجاوزات الملحقة بالأشخاص المسنين، خاصة ما تعلق منها بجميع أشكال العنف وسوء المعاملة والمعاقب عليها بموجب المادة 269 لقانون العقوبات، إما بالتعرض أو التخلي عن الشخص المسن غير القادر على حماية نفسه بسبب حالته الصحية والذهنية، وهذا حسب ما جاء في قانون العقوبات بموجب الفقرات 314و.316 كما طالب المتدخلون برفع منحة الشبكة الاجتماعية التي لا تتجاوز عتبة الألف دينار، بالإضافة إلى تعميم ورفع المساعدة الاجتماعية في المسكن، كل هذه الاجراءات ستسمح للأشخاص المسنين بالحصول على استقلالية مادية وتبعد عنهم صفة العالة سواء أكان ذلك في الأسرة أو المجتمع ككل.