أوضحت الكاتبة الصحفية فتيحة بوروينة أن كتابها الجديد ''الهجالة''، عبارة عن مذكرات شخصية تحكي فيه تجربتها الخاصة بعد وفاة زوجها الصحفي مراد تيروش، موضحة بأنها تحاول من خلال هذا المؤلف أن تشارك الآخرين تجربتها مع الترمل. فتيحة بوروينة وخلال توضيحها لهذا العنوان المثير الذي اختارته لإصدارها ''الهجالة''، تؤكد أن المصطلح موجود في المجتمع، ''الهجالة او الأرملة لفظ عامي يتداول في وسط المجتمع حتى والدتي تصفني بهذا الاسم لأنه ليس هناك مصطلح آخر في المجتمع الجزائري يصف الأرملة أو الأيم سوى الهجالة. وأكدت بوروينة أنها راهنت على اختيار هذا العنوان المثير ''الهجالة'' لجذب القراء، قائلة ''فكرت في أن أسميه الأيم أو الأرملة ولكن وجدت أن كلمة الهجالة أكثر لفتا للانتباه، قد لا يحب الناس هذا المصطلح ولكنه يثير رغبتهم في القراءة''، مستدلة على ذلك بمستوى المبيعات العالية التي سجلها الكتاب الذي كسر، حسب رأيها، الاعتقاد السائد بأن الجزائريين يقبلون على قراءة الكتب المفرنسة أكثر من الإصدارات المكتوبة بالعربية. وفي هذا السياق أشارت الكاتبة الصحفية وعضو نادي الإعلاميين الكتاب إلى أن كتابها حقق أعلى المبيعات بالنسبة للدار التي قامت بنشره، حيث وصل عدد المبيعات خلال يوم واحد من البيع بالتوقيع في معرض الجزائر الدولي للكتاب إلى 100 نسخة وهو رقم كبير حسب المختصين في ميدان تسويق الكتاب بالجزائر، ورغم أن رواية ''قدم حنان'' المكتوبة بالفرنسية صدرت من نفس الدار وعرضت للبيع بالموازاة مع ''الهجالة''، إلا أن هذه الاخيرة كانت أكثر مبيعا مقارنة بالرواية الفرنسية. وبخصوص مضمون الكتاب أوضحت بوروينة في أول إصدار لها أنها تجولت في ثقافات الأمريكيين واليهود والمسيحيين ومختلف المجتمعات الأخرى لتبحث عن مدلول معنى كلمة ''هجالة''، فوجدت أن الجميع على اختلاف ثقافاتهم ينظرون إليها نظرة سلبية باستثناء الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي تزوج أول امرأة في الإسلام وعمرها 80 سنة لا للاستمتاع بها بل ليكون قدوة للمسلمين في الرأفة بالأرملة والأخذ بيدها، لكنها من جهة أخرى كشفت أن 50 مثلا شعبيا في الجزائر عن الأرملة كلها تحمل مدلولا سلبيا عنها مثل ''الهجالة ربات عجل ما فلح ربات كلب ما نبح''، ومثل صيني آخر يقول ''الأرملة كالفرس بدون فارس. وحول سبب التركيز على النظرة السوداوية التي يحملها المجتمع عن الأرملة رغم وجود نظرة إيجابية أخرى أكثر إشراقا، قالت بوروينة إنها منذ عاشت مرحلة الترمل لاحظت تغير معاملة الآخرين لها حتى بعض صديقاتها. فالمرأة تنظر للأرملة على أنها ''سارقة الرجال'' ولا يفرق المجتمع بينها وبين المطلقة، ولكنها من جهة أخرى أشارت إلى أن ناقدا عربيا وصف الرواية بأنها ''أول نص روائي يتكلم عن الحالة النفسية للعدة الشرعية.