" الحضارة الإسلامية.. الحوار وقبول الآخر"هو عنوان الكتاب الصادر حديثا للأستاذ مختار بوروينة بادرت بطبعه إدارة مركب التوفيق متضمنا مجموعة من النصوص وهي عبارة عن محاضرات تفضل بالقاها رئيس بلدية سيدي امحمد خلال شهر رمضان الفارط ،وهي مساهمة منه لتسليط الضوء على أهم القضايا التي يشهدها العالم الإسلامي وتموقعاته خارج محيطيه في ظل الاحتقان المتزايد في العلاقة بين الإسلام و الغرب و الحملات الإعلامية الشرسة التي تشن من حين لآخر بهدف تشويه صورة الإسلام. طرح الكاتب مختار بوروينة مواضيع جد حساسة تولي اهتماما كبيرا بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية و تأثريها على الإبداع العالمي، كما يحاول من خلال نصوصه المنشورة في كتابه» الحضارة الإسلامية.. الحوار وقبول الآخر« ترسيخ مناقشات اليوم في عمق حقل إسلامي تاريخي، ثقافي وحداثي، هذا الترسيخ النقدي كما يؤكده الكاتب في مقدمة مؤلفه هو في الواقع احد الشروط كي لا تتلاشى التساؤولات و حالات القلق و الآمال الحاضرة في المباشرة العنيفة الناجمة عن الصدمة بين عوالم متباينة و متناقضة . جاءت مقدمة الكتاب بقلم فضيلة الشيخ محمد بن أيوب صدقي الذي نوه بهذا المؤلف الذي يعتبر حسبه ثمرة من ثمرات مركب التوفيق الذي يحرص على التواصل بتنويع مجالات نشاطاته خدمة لجزائر الإسلام. و أشاد بمبادرة الكاتب ورئيس بلدية سيدي امحمد مختار بوروينة الذي خصص حصصا إرشادية ألقاها في مصلى التوفيق بحي بلكور العتيق خلال شهر رمضان الكريم ، وقدم بالمناسبة ستة محاضرات وصفها الشيخ محمد بن أيوب بالقيمة التي تستحق الاهتمام في ليال من رمضان وكلها تحسيسية للشباب بمسؤوليته ودوره الفعال في الحفاظ على القيم الإسلامية، والتيقظ للمخططات التي تحاك عالميا لاستغفاله وتجريده من خصائصه الايجابية، انتفاعا بتوصية الله عز وجل. تناول الكاتب في أولى محاضراته مواجهة الإعلام الإسلامي لتحديات الرأي العام العالمي الذي استأثرت به جهات إعلامية شوهت سمعته بقصد وبغير قصد وفيها ينقل ع»فوكوياما« أن انهيار الاتحاد السوفياتي سابقا وتفكيك المنظومة الشيوعية لم يضع حدا للصراع التقليدي فحسب وان وضع نهاية للتاريخ أيضا... وجاءت المحاضرة الثانية تحت عنوان» الحضارة الإسلامية: الحوار وقبول الآخر«تناول من خلالها بلغة الأرقام كيف كانت كثرة المسلمين» مليار و300مليون« وهي الديانة الثانية عالميا بعد المسيحية، لا تحضى بنفس الديانة اليهودية التي ترتب12 عالميا، وخلص من ذلك أن الانتماء كما لا كيفا أو شكلا لا مضمونا جعلهم كغثاء السيل على حد تعبير الحديث و افقدهم هيبة الإسلام التي تمتع بها أسلافهم ، وأورثهم الاستخفاف بالجدية التطبيقية لتعاليمه من بينها العدالة المطلقة... للإشارة فان المحاضرات المطبوعة في هذا الكتاب إلى جانب تلك الملقاة من قبل الأخوة في إطار الدروس الرمضانية وغيرها من الفعاليات الفكرية التي احتضنها مركب التوفيق بالعاصمة تطمع إلى إقامة جسر بين اهتمامات اليوم و مسائل الأمس. للتذكير فان الكاتب مختار بوروينة من مواليد 1964 بسيدي امحمد متحصل على ماستر في قانون الأعمال، مارس مهنة الصحافة منذ عام 1982، شغل رئيس تحرير ومدير نشر مجلة»الوحدة«، مؤسس ومدير نشر يومية » صوت الأحرار« مدير نشر يومية » الجزائر« عمل كمراسل صحفي معتمد لجريدة » عمان«،كما عمل ناطقا رسميا ومسؤول الإعلام و الاتصال بالمهرجان العالمي للشباب و الطلبة، وشغل الكاتب أيضا أمين وطني مكلف بالإعلام و الاتصال باتحاد الشبيبة. وعضو خلية الإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني ورئيس نادي الصحافة للأفلان. ويتقلد اليوم منصب رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيد امحمد بالعاصمة لعهدتين متتاليتين.