تسونامي غير مسبوق لمناصري ''الخضر'' عبر ولايات الوطن الشباب ارتدوا أقمصة بلحاج وحليش .. ''سنبقى معك يا سعدان'' هب أول أمس، وبمجرد انتهاء مباراة الجزائر مصر المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا، الجزائريون هبة رجل واحد للاحتفال بالروح الرياضية التي ظهر بها لاعبو الفريق الوطني ''الخضر''، الذين صمدوا إلى غاية الدقيقة الأخيرة من المباراة، أمام القرارات القاسية جدا التي كانت تتهاطل عليهم من قبل الحكم البينيني كوفي كوجيا، الذي منح الفوز لمنتخب مصر، وراح شباب الجزائر من الشرق إلى الغرب وإلى غاية أقصى الجنوب يحتفلون تعاطفا مع فريقهم الوطني. قسنطينة تحتفل وتشيد ب ''الخضر'' بشعارات'' مازال ..مازال'' خرج مئات ''القسنطينيين'' بعفوية ليلة الخميس المنصرم، بعد أن أعلن الحكم البنيني عن نهاية مباراة الجزائر ومصر برسم نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية 2010 وذلك لتحية أشبال سعدان على الرغم من خسارتهم ب 4-0 مرددين هتافات من بينها ''ما زال ما زال''.وهذه هي المرة الأولى في تاريخ كرة القدم الوطنية التي يتظاهر فيها مناصرو الفريق الوطني معبرين عن ارتباطهم وتعلقهم بفريقهم بعد خسارة مرة. وتجلى هذا التعلق من خلال الزغاريد و أصوات منبهات السيارات و هتافات ''وان تو تري فيفا لالجيري'' وكأن ''ثعالب الصحراء تأهلوا للنهائي''. ويدل رد فعل أنصار الخضر حتى و إن كان يبدو غريبا على مدى الاحترام الذي أصبح يحظى به فريق أقصي من طرف حكم تحيز بشكل مخز ل''الفراعنة''. وفي حقيقة الأمر فإن مئات الشباب وغيرهم من الفئات العمرية الذين خرجوا عقب نهاية المباراة كانوا ببساطة يريدون التعبير عن تضامنهم مع فريق جزائري استثنائي كافح حتى النهاية بكامل قواه أمام خصم ذي قيمة لكن أمام حكم أخرج ثلاث بطاقات حمراء في مقابلة سادتها روح رياضية. وبغض النظر عن عدم نزاهة التحكيم فإن كأس أفريقيا للأمم 2010 كانت مؤشرا للتجديد بالنسبة لكرة القدم الجزائرية التي أصبحت قادرة على قلب موازين كرة القدم بعد بضعة أشهر بجنوب أفريقيا. هذه الحقيقة يعيها حاليا أنصار الخضر والدليل خروج مئات الشباب إلى الشوارع لتحية أشبال سعدان و كلهم تطلع وأمل لمونديال جنوب أفريقيا. ''الوهارنة'' يعبرون عن اعتزازهم بمشوار ''الخضر'' خرج أنصار الخضر بأعداد غفيرة ليلة الخميس إلى الجمعة عبر مختلف شوارع مدينة وهران موجهين بذلك رسالة قوية تعكس مدى افتخارهم بالأداء المتميز للفريق الوطني لكرة القدم في كأس إفريقيا للأمم، مؤكدين مساندتهم المطلقة والمستمرة لأشبال سعدان رغم هزيمتهم في الدور نصف النهائي أمام الفريق المصري. وبالفعل شهدت ساحات وأحياء عاصمة الغرب الجزائري أجواء من الفرحة والارتياح والاعتزاز بما قدمته النخبة الوطنية ولو امتزجت بمشاعر الخيبة لدى بعض عشاق الكرة المستديرة جراء عدم بلوغ المقابلة النهائية من المنافسة وتحقيق حلم التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم الجزائرية. وقد خرج الكثير من المواطنين حاملين الأعلام الوطنية حيث جابوا شوارع المدينة سواء مشيا على الأقدام أو على متن السيارات التي شكلت طوابير طويلة وهم يهتفون بحياة المدرب سعدان وكريم زياني ورفقائه بعدما أمتعوا الجمهور الجزائري بتلك المقابلات البطولية والفنيات العالية والروح القتالية لتشريف الألوان الوطنية طيلة مشوارهم على الأراضي الأنغولية. وقد انبعثت زغاريد النسوة من شرفات العمارات بمجرد إعلان الحكم على نهاية اللقاء نصف النهائي ضد مصر فدوت بذلك في سماء وهران كصرخة تحية وتقدير لمحاربي الصحراء، ولتأكيد أنهم ليسوا ولن يكونوا لوحدهم بغض النظر عن الهزيمة التي بدون شك لا يمكنها أن تمحو النتائج الإيجابية المحققة من قبل ''الخضر''. الشباب ارتدوا أقمصة بلحاج وحليش .. '' سنبقى معك يا سعدان'' وأوضح كمال (25 سنة) الذي كان يرتدي القميص الأبيض للمتألق نذير بلحاج أن ''الإنجاز الذي حققته تشكيلة الرجل المحنك سعدان مشرف جدا كما أن المجهودات الرجولية والتضحيات التي ميزت كل مباراة ستبقى خالدة في ذاكرتي... إنه فعلا أداء تاريخي لنخبة رياضية وطنية أعتز بانتمائي لجيلها''. كما يرى محمد أن الحكم البنيني قد ''أفسد هذا العرس الكروي بقراراته القاسية جدا على رفقاء حليش والتي غيرت مجرى المقابلة كلية... النتيجة الثقيلة لا تنقص من قيمة الخضر وقدراتهم الفنية الكبيرة... لقد انهزمنا لكننا ربحنا فريقا سيكون له شأن في المستقبل القريب والبداية ستكون في كأس العالم المقبلة''. ولم تجد مريم ذات ال 23 ربيعا العبارات الكافية التي توصف بها فخرها واعتزازها بالمشوار الحافل بالإنجازات الكروية الرائعة التي جسدها رفاق منصوري خلال المدة الأخيرة وقالت ''سنبقى معك يا الخضرة وسنساند فريق البطولات والتضحيات مهما كانت الظروف...لقد كان للفريق الوطني وقع كبير على نفوسنا نحن الشباب وقد أيقظت بذاتنا مشاعر وطنية عظيمة''. ويبدو أن هذا التعثر لن يزيل ذلك الشعور بالتفاؤل بمستقبل الفريق وما قد يقدمه من فرحة وسعادة لمحبيه، حيث أكد أحد الأنصار بوهران ''سنحقق المزيد من الانتصارات بفضل هذا الجيل من اللاعبين الشباب...سنقول كلمتنا وانتظرونا في المونديال الصيف القادم...'' إنه موعد آخر ولم لا المزيد من الأفراح بشوارع وهران وكل مدن الجزائر. ''تسونامي أخضر'' غير مسبوق للمناصرين.. سنحقق المزيد من الانتصارات عم ''تسونامي أخضر'' غير مسبوق جميع مدن شرق الجزائر عقب انتهاء مباراة الجزائر-مصر (4-0) ولم يتمالك الشعب الجزائري نفسه رغم قساوة الانهزام، حيث تحلت معظم الساحات والشوارع بالألوان الوطنية، فمن برج بوعريريج إلى الطارف مرورا بسطيف وجيجل، ميلة، سكيكدة وعنابة، باتنة، تبسة وسوق أهراس انفجرت الجماهير تعبيرا عن تعاطفها وتضامنها مع الفريق الوطني، ما يعطي الانطباع بأن الأمر يتعلق بحفل للتعبير عن الانتصار بالأخضر والأبيض.وقد اهتزت جماهير سطيف التي كانت وكأنها ''مدينة شبح'' منذ الساعة الثامنة مساء لدخولها في صمت رهيب قبيل انطلاق المباراة المؤهلة لنهائي كأس أمم افريقيا. في حين اكتظت مدينة ''عين الفوارة'' التي تزينت بالمناسبة بعلم وطني كبير بالجماهير في الشارع منهم الشباب والأطفال والنساء وحتى المسنات منهن، كلهم يحملون العلم الوطني تعاطفا ومساندة لفريقهم الوطني على الإنجازات الكروية التي صنعوها.