خرج أنصار الخضر بأعداد غفيرة ليلة أول أمس، عبر مختلف شوارع مدينة وهران موجهين بذلك رسالة قوية تعكس مدى افتخارهم بالأداء المتميز للفريق الوطني لكرة القدم في كأس إفريقيا للأمم، مؤكدين مساندتهم المطلقة والمستمرة لأشبال سعدان رغم هزيمتهم في الدور النصف النهائي أمام الفريق المصري. وبالفعل شهدت ساحات وأحياء عاصمة الغرب الجزائري أجواء من الفرحة والارتياح والاعتزاز بما قدمته النخبة الوطنية ولو انها امتزجت بمشاعر الخيبة لدى بعض عشاق الكرة المستديرة جراء عدم بلوغ المقابلة النهائية من المنافسة وتحقيق حلم التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم الجزائرية. وقد خرجت أعداد كبيرة من المواطنين حاملين الأعلام الوطنية حيث جابوا شوارع المدينة سواء مشيا على الأقدام أو على متن السيارات التي شكلت طوابير طويلة وهم يهتفون بحياة المدرب سعدان وكريم زياني ورفقاءه بعدما أمتعوا الجمهور الجزائري بتلك المقابلات البطولية والفنيات العالية والروح القتالية لتشريف الألوان الوطنية طيلة مشوارهم على الأراضي الأنغولية. وقد انبعثت زغاريد النسوة من شرفات العمارات بمجرد إعلان الحكم على نهاية اللقاء نصف النهائي ضد مصر فدوت بذلك في سماء وهران كصرخة تحية وتقدير لمحاربي الصحراء ولتأكيد أنهم ليسوا ولن يكونوا لوحدهم بغض النظر عن الهزيمة التي بدون شك لا يمكنها أن تمحو النتائج الايجابية المحققة من قبل الخضر. وأوضح كمال (25 سنة) وهو مرتديا القميص الأبيض للمتألق نذير بلحاج أن "الانجاز الذي حققته تشكيلة الرجل المحنك سعدان مشرف جدا، كما أن المجهودات الرجولية والتضحيات التي ميزت كل مباراة ستبقى خالدة في ذاكرتي ... انه فعلا أداء تاريخي لنخبة رياضية وطنية أعتز بانتمائي لجيلها". كما يرى محمد أن الحكم البينيني قد "أفسد هذا العرس الكروي بقراراته القاسية جدا على رفقاء حليش والتي غيرت مجرى المقابلة كلية... النتيجة الثقيلة لا تنقص من قيمة الخضر وقدراتهم الفنية الكبيرة... لقد انهزمنا لكننا ربحنا فريقا سيكون له شأن في المستقبل القريب والبداية ستكون في كأس العالم المقبلة". ولم تجد مريم ذات ال 23 ربيعا العبارات الكافية التي توصف بها فخرها واعتزازها بالمشوار الحافل بالانجازات الكروية الرائعة التي جسدها رفاق منصوري خلال المدة الأخيرة وقالت "سنبقى معك يا الخضرة وسنساند فريق البطولات والتضحيات مهما كانت الظروف...لقد كان للفريق الوطني وقع كبير على نفوسنا نحن الشباب وقد أيقظت بذاتنا مشاعر وطنية عظيمة". ويبدو أن هذا التعثر لن يزيل ذلك الشعور بالتفاؤل بمستقبل الفريق وما قد يقدمه من فرحة وسعادة لمحبيه، حيث أكد أحد الأنصار بوهران "سنحقق المزيد من الانتصارات بفضل هذا الجيل من اللاعبين الشباب...سنقول كلمتنا وانتظرونا في المونديال الصيف القادم..." انه موعد آخر ولم لا المزيد من الأفراح بشوارع وهران وكل مدن الجزائر.