رغم خسارة المنتخب الوطني برباعية أمام مصر، إلا أن ذلك لم يمنع أنصار المنتخب الوطني من الخروج ليلة أمس الأول عبر مختلف مناطق الوطن للتعبير عن دعمهم لعناصر الفريق الوطني، الذين قدموا ما عليهم خلال كأس أمم إفريقيا التي عادوا إليها بعد غياب دام أربع سنوات في قسنطينة، اكتظت ساحة ”لابريش” بقلب المدينة بمئات المناصرين الحاملين للرايات الوطنية والهاتفين بحياة اللاعبين والمدرب رابح سعدان الذين أسعدوا الجماهير الجزائرية لقرابة السنتين من خلال انتصارات بارعة أهلتهم الى الكان والمونديال. وتأسف العديد منهم لخروج المنتخب الوطني من هذا الدور وهم الذين كانوا يرون فيه المنتخب القادر على إهداء بلدنا التاج الإفريقي الثاني وصب أغلبهم جام غضبهم على الحكم البينيني الذي أدار المقابلة بتحيز فاضح. وفي العاصمة، لم يثن هذا الاقصاء المواطنين من مختلف الأعمار للخروج من أجل الاحتفال بالمنتخب الوطني الذي خرج من هذه المباراة، كما عبر العديد منهم، ”مرفوع الرأس بالنظر الى التحيز الواضح الذي أظهره حكم المباراة”. وكما هي العادة، رفع المواطنون الأعلام الوطنية وارتدوا قمصان المنتخب الوطني وجابوا شوارع مدينة الجزائر، سيما على مستوى ساحة موريس أودان، مرورا بالبريد المركزي ووصولا الى ساحة الشهداء وهم يرددون الأغاني الرياضية المساندة لعناصر المنتخب الوطني. وفي أجواء احتفالية ميزتها روح المساندة للمنتخب الوطني، أكد العديد من الشباب وقوفهم الى جانب هذا الفريق الشاب الذي، كما قال جمال ”يكفينا فخرا أنه طالما أدخل الأفراح الى قلوب الجزائريين خلال الأشهر الماضية، كما أنه سيكون الممثل الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم المقررة بجنوب إفريقيا وهو إنجاز لايستهان به”. وفي وهران، خرج أنصار الخضر موجهين بذلك رسالة قوية تعكس مدى افتخارهم بالأداء المتميز للفريق الوطني في كأس افريقيا للأمم مؤكدين مساندتهم المطلقة والمستمرة لأشبال سعدان رغم هزيمتهم في الدور نصف النهائي . وأوضح كمال (25 سنة) وهو يرتدي القميص الأبيض للمتألق نذير بلحاج أن ”الانجاز الذي حققته تشكيلة الرجل المحنك سعدان مشرف جدا كما أن المجهودات الرجولية والتضحيات التي ميزت كل مباراة ستبقى خالدة في ذاكرتي.. إنه فعلا أداء تاريخي لنخبة رياضية وطنية أعتز بانتمائي لجيلها”. ويبدو أن هذا التعثر لن يزيل ذلك الشعور بالتفاؤل بمستقبل الفريق وما قد يقدمه من فرحة وسعادة لمحبيه.