بالرغم من إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم، ليلة الخميس، في الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا ,2010 إلا أن سكان الجزائر العاصمة أبوا إلا ان يخرجوا الى الشوارع والساحات العمومية للتعبير عن مساندتهم لفريقهم الذي طالما منحهم الانتصارات والأفراح. فلم يثن هذا الاقصاء المواطنين من مختلف الأعمار للخروج من أجل الإحتفال بالمنتخب الوطني الذي خرج من هذه المباراة كما عبر العديد منهم ''مرفوع الرأس بالنظر الى التحيز الواضح الذي أظهره حكم المباراة''. وكما هي العادة رفع المواطنون الأعلام الوطنية وارتدوا قمصان المنتخب الوطني وجابوا شوارع مدينة الجزائر، سيما على مستوى ساحة موريس أودان، مرورا بالبريد المركزي ووصولا الى ساحة الشهداء وهم يرددون الأغاني الرياضية المساندة لعناصر المنتخب الوطني. كما تعالت زغاريد النسوة من شرفات المنازل ممتزجة بأصوات منبهات السيارات وعبارات التشجيع المعتادة خاصة منها ''وان تو ثوري فيفا لالجيري'' ناهيك عن المفرقعات والألعاب النارية . وفي أجواء احتفالية ميزتها روح المساندة للمنتخب الوطني أكد العديد من الشباب وقوفهم الى جانب هذا الفريق الشاب الذي كما قال جمال ''يكفينا فخرا أنه طالما أدخل الأفراح الى قلوب الجزائريين خلال الأشهر الماضية، كما أنه سيكون الممثل الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم المقررة بجنوب إفريقيا وهو انجاز لا يستهان به''. بينما أوضح صديقه كريم أن المنتخب الوطني ''لم يكن لينهزم أمام نظيره المصري لولا تحيز حكم المباراة بطرده لثلاثة لاعبين جزائريين''، مضيفا ''لأجل ذلك كان لابد علينا من الخروج للتعبير عن مساندتنا لمنتخبنا''. من جهته، أشار بلال الذي كان داخل سيارته برفقة أسرته ''كنا نأمل أن يصل فريقنا الى المباراة النهائية لكن أن تلعب نصف نهائي كأس إفريقيا بثمانية لاعبين ليس بالأمر الهين''، مضيفا أن المنتخب الوطني ''لعب بشجاعة وثبات وتحلى باحترافية وبروح رياضية نادرة أمام تجاوزات الحكم''. وخرج شباب الجنوب إلى الشوارع لتحية فريقهم الوطني على الرغم من إخفاقه، مساء الخميس، في مباراته أمام مصر وإظهار مساندتهم المطلقة له ولكرة القدم الجزائرية. وعلى الرغم من المسار الذي أراده الحكم لهذا اللقاء والذي كان لصالح التشكيلة المصرية، فإن ذلك لم يمنع شباب ولايات الجنوب على غرار ورقلة والوادي وأدراروغيرها من الولايات الأخرى من الوقوف إلى جانب فريقهم، نظرا لآدائه البطولي واستماتته فوق أرضية الميدان وذلك إلى غاية إعلان الحكم البينيني كوجية عن نهاية المقابلة. وعلى الرغم من أنهم لم يكونوا بنفس الأعداد الغفيرة التي خرجت في مرات سابقة للاحتفال بانتصارات الخضر في لقاءات سابقة من هذه الدورة الافريقية وكذا التصفيات التأهيلية لكأس العالم إلا أنهم سعوا وبكل الطرق للتعبير عن رضاهم واحترامهم للعمل المقدم من طرف المدرب رابح سعدان ولاعبيه والذي توج بتأهل بارع ومستحق طال انتظاره إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. وقد خرج الشباب في مجموعات صغيرة بعد انتهاء اللقاء الى الشوارع حاملين الراية الوطنية وقد امتزجت أصواتهم بأبواق السيارات والهتافات المعهودة الممجدة للتشكيلة الوطنية على غرار عبارة '' وان تو ثري فيفا لالجيري '' و '' معاك يا سعدان''. وأكد العديد من الشباب أن هذه الخسارة، ماهي إلا عثرة وليست نهاية العالم لأن مستوى فريقنا قد تم التأكد منه خلال هذه الدورة. وأشار البعض الآخر وبكثير من الأمل إلى '' أننا ذاهبون إلى جنوب إفريقيا لنثبت للعالم جدارة وقوة فريقنا الوطني''.