عندما يتحول ''مهند'' بطل المسلسل التركي ''نور'' الذي تبث حاليا قناة ''أم بي سي'' الفضائية حلقته ال 110 أو أكثر..، محط الأنظار والاهتمام وكأنه ظاهرة وهو ليس بالظاهرة، .. وعندما نسمع أن برنامج ''الاتجاه المعاكس'' على قناة الجزيرة مع كل الثقل الإخباري الذي يحمله هذا البرنامج، خصص حلقة من حلقاته لمناقشة ظاهرة الأفلام التركية في مقدمتها مسلسل ''نور''، ليتحول هذا الرجل العادي -أقصد ''مهند'' - لدى المتابعين للمسلسل سواء أكانوا شبانا أو شيبا. نساء أو رجالا، الشغل الشاغل والوحيد لهم، وكأن الدنيا خلت من الأحداث والانشغالات، حتى صار هذا ''المهند'' كلما تنقل من دولة عربية إلى أخرى تسارعت خلفه وسائل الإعلام العربي إلى نيل السبق الصحفي لإجراء حوارات معه، أو رصد تنقلاته وكشف شخصيته و... و... وصارت معالي وزيرات الثقافة لدى بعض البلدان العربية تلتقط رفقته صورا تذكارية، ويتحول هذا النبأ إلى فضاء للسخرية والمعاتبة بينها وبين أعضاء البرلمان، ... نكتشف في الأخير أن حال الأمة العربية والحمد لله، بخير...؟؟ إعجاب مفرط لا يوصف، واهتمام لا يقدر بهذا الممثل الشاب، الذي صار خلال شهرين منذ انطلاق بث مسلسل ''نور'' واحدا من بين أهم رجال الساحة الإعلامية، ولا أعلم إن كان بإمكاني أن أقول إنه من المؤسف أم المثير للانتباه أن يصير هذا ال ''المهند'' قبلة للجميع ليس في الجزائر فحسب، بل عبر كامل بلدان الوطن العربي، فحتى بعض المؤسسات الاقتصادية غطت السوق العربية بمنتوجات تحمل صور ''مهند'' وفريق المسلسل، تشهيرا له وعملا بفكرة '' اشطح للقرد في دولته ''.. خصوصا وأنها تأكدت أقصد هذه المؤسسات من نجاعة الفكرة. أتساءل هنا، ألم يعد لظاهرة العنف الأسري والانتحار، والإدمان على المخدرات جانبا من الاهتمام، أم صار مستقبل أطفال العراق وفلسطين بمنأى عن اهتمامتنا، حتى صارت قصة حب ''مهند'' و''نور'' أهم منها بكثير...أتمنى فقط أن تنتهي هذه الهيستيريا بانتهاء هذا المسلسل، وإلا ..