فيصل القاسم فيصل القاسم.. نموذج ناجح للصحفيين المختصين في البرامج الحوارية بل تحول الرجل ومنذ إلتحاقه بقناة "الجزيرة" القطرية إلى ظاهرة إعلامية يتدارسها الطلبة والباحثون في الجامعات، كونه استطاع التأسيس لنمط جديد من البرامج القادرة على الغوص في عمق الأشياء واستنطاق الواقع المعيش بكل تناقضاته ومرارته، وتمكن من مقابلة المتناقضين في الأفكار والتيارات وجها لوجه وإرغامهم على محاججة بعضهم بعضا بالأدلة والبرهان بعيدا عن الإقصاء واحتكار الحقيقة.. * * كنت أحلم أن أكون مذيعا في مدرسة قريتنا فأصبحت ضمن 20 شخصية مؤثرة في العالم * * يلومه البعض على اختراق بعض المحظورات، لكن البعض الآخر يكبر فيه قدرته على استيعاب كل التناقضات المجتمعة بين يديه، ففيصل القاسم يتحول إلى شيوعي في أشرس الصور التي تمثلها الشيوعية عندما يحاور خصومهم الإسلاميين، ويتحول إلى إسلامي "متشدد" عندما يجادل العلمانيين واللائكيين.. يصبح رمزا من رموز الوطنية والقومية عندما يحاور عملاء الاحتلال وأذناب أمريكا، وتحسبه ناطقا بإسم الأمريكان عندما يسل سيفه ليجلد غوغائية القوميين وغثائية "الشعبويين" الذين يعمون عيون الجماهير بالشعارات الزائفة. * ولأن برنامج "الاتجاه المعاكس" له شعبية جارفة في العالم (40 مليون مشاهد) وفي الجزائر، والرجل محبوب في الشارع الجزائري كون الجزائريين يحبون ويعشقون من يلامس الحقيقة دون لف ولا دوران، فقد ارتأت "الشروق اليومي" أن تقترب من الرجل وتجري معه هذا الحوار. * * من هو فيصل القاسم، الإنسان، ومن أي الطبقات الاجتماعية أتى وماهي الظروف التي صقلت شخصيته بهذه الكيفية؟ * * كنت مهووساً بالإعلام منذ الصغر، ربما لأنني وجدت فيه المنقذ لي من حياة الفقر والتهميش الاجتماعي التي عشتها في صغري. فقد كنت أحلم دائماً بأن انتقم من واقعي الاجتماعي القاسي، وخاصة من سكان قريتي الذين كانوا يسخرون مني ومن عائلتي بسبب وضعنا البائس. لقد كنت أشعر وقتها بالمرارة وضرورة أن يهتم سكان القرية بي بأي طريقة، فتعلمت العزف على الناي، "الشبابة" الشعبية كي أشارك في أعراس القرية لعل الناس يلتفتون إلي ويعيرونني بعض الاهتمام. وفعلاً، اعتبر مشاركتي النشطة في الأعراس بداية طموحاتي الإعلامية. ومن شدة هوسي بالإعلام، كنت إذا وجدت اسم "فيصل" في صحيفة أو مجلة أضيف إليه "القاسم" تزويراً. * ولطالما راسلت الإذاعات كي أسمع اسمي يذكر على أثيرها. ناهيك عن أنني كنت أحلم دائماً بزيارة إذاعة دمشق. وأتذكر أن أول شيء أردت أن أراه عند أول زيارة لي إلى دمشق هو مبنى الإذاعة كي أتعرف على ذلك المكان الذي تصدر منه أصوات المذيعين والمذيعات. وكنت أصعد كل ليلة إلى سطح المنزل الذي أقمت فيه كي أرى ذلك الضوء الأحمر على قمة جبل قاسيون في دمشق، وهو عامود الإرسال الإذاعي. ولا أنسى هوسي بجهاز التلفزيون عندما شاهدته لأول مرة، فكنت أجلس تحت نافذة ذلك البيت الذي كان صاحبه يمتلك جهاز تلفزيون يشغله على مولدة، خاصة وأن الكهرباء لم تأت إلى قريتنا حتى عام 1979. وأتذكر أن صاحب البيت لمحني ذات مرة من النافذة فخرج مسرعاً كي يلقي القبض علي ظناً منه أنني كنت لصاً. * وعندما صارحته بالحقيقة اصطحبني معه إلى داخل المنزل كي أشاهد التلفزيون مباشرة. لكن ذلك الهوس بالإعلام كان صعب التحقق بسبب الظروف الاجتماعية القاسية، فكيف لي أن ألتحق بذلك المجال وأنا لم أكن قادراً على تأمين أجرة السيارة من قريتي إلى المدينة للذهاب إلى المدرسة. * لكن وبعد النجاح في الثانوية العامة بشق الأنفس التحقت بقسم الأدب الانجليزي بجامعة دمشق، وتمكنت رغم الظروف المعيشية القاهرة من أن أكون الأول على دفعتي، فأوفدتني الجامعة إلى بريطانيا لنيل درجة الدكتوراه، وهناك شاءت الأقدار أن تحقق حلمي بدخول الإذاعة البريطانية بالصدفة بعد أن التقيت ذات مرة برئيس الإذاعة أثناء حفلة عيد رأس السنة التي دعاني إليها أحد الأصدقاء، وأعجب المدير الانجليزي بلغتي الانجليزية وثقافتي العامة وقال لصديقي: لماذا لا تقنع فيصل بالانضمام إلينا، علماً أنني كنت أحلم بالعمل في إذاعة مدرسة قريتنا، فما بالك بهيئة الإذاعة البريطانية. وأمضيت في الإذاعة حوالي سبع سنوات، ومن ثم التحقت بتلفزيون البي بي سي العربي الذي دام بثه سنتين فقط. وأتذكر أنه عندما استدعوني للعمل في التلفزيون كنت أعتقد أنها كذبة أفريل، كوني غير واثق من أنني مناسب للعمل في التلفزيون، لكن هي الأقدار. * * * ماهي أهم الأحداث والمعالم والمواقف التي ساهمت في صياغة شخصية فيصل القاسم داخل سوريا وخارجها ؟ * * لا أدعي أنني كنت مثقفاً أو واعياً سياسياً في مرحلة شبابي، لا بل كنت ساذجاً، أولاً بسبب عدم القدرة على الحصول على وسائل الثقافة وأدواتها، وثانياً بسبب البيئة القروية المتخلفة. أتذكر أن أحد الشباب الشيوعيين حاول ضمي إلى مجموعة حزبية صغيرة، لكني لم أفهم شيئاً مما قالوه في ذلك اللقاء. وكانت أول وآخر مرة ألتقي بذلك الشاب. * ناهيك عن أنني وجدت ذات يوم أمام منزلنا بعض كتب ماركس ولينين، فأصبت بخوف وهلع شديدين، علماً بأنني لم أكن أعرف وقتها عن ماركس ولينين سوى أنهما مرفوضان في بلدنا، وكل من يقرأ لهما يذهب إلى غياهب السجون. لهذا ما كان مني سوى أن أحمل الكتب إلى داخل البيت، وقمت بحرقها فوراً. وحتى في الجامعة لم أكن متأثراً بالأوضاع السياسية كثيراً، وأذكر أنني سألت زميلاً لي في المدينة الجامعية ذات يوم عن معنى كلمة سياسة، فشرحها لي، لكني لم أفهمها. * وعندما قابلت المشرف على أطروحة الدكتوراه في بريطانيا لأول مرة واقترح علي أن أبحث في أعمال الكتاب والمسرحيين البريطانيين اليساريين، شعرت برهبة شديدة وناشدته بأن يبعدني عن ذلك المجال اللعين. باختصار فإن ثقافتي السياسية بدأت بعد الدراسة عندما دخلت مجال الإذاعة * * كيف عاش فيصل فترة الحروب العربية الإسرائيلية والنكسة ومعاهدات السلام وماذا يقول فيها؟ * * لا أتذكر أي شيء عن النكسة بحكم العمر، فقد كان عمري خمس سنوات فقط عندما حدثت النكسة. لكنني ما زلت أتذكر جيداً حرب أكتوبر، وأجمل ما أحمله عن تلك الحرب مناظر الطائرات الإسرائيلية التي كانت تسقطها صواريخ سام السورية كالذباب فوق منطقتنا. يا لها من مناظر رائعة جداً تبعث على الأمل والتحرير. * كما أتذكر كيف كنا ننتظر والدي العسكري على أحر من الجمر أنا وعائلتي المكونة من تسعة أولاد وبنتين، لعله يعود إلينا سالماً من جبهة القتال. وكنا نرقب السيارات القادمة إلى القرية بفارغ الصبر، لعل والدي يكون في إحداها. وأتذكر كيف نزل ذات يوم من إحدى السيارات في ساحة القرية شخص ذو لحية طويلة وملابس رثة وممزقة، لنفاجئ بأنه والدي. أما بخصوص معاهدات السلام، فما زلت أذكر جيداً ذلك اليوم المشؤوم الذي وصل فيه أنور السادات إلى إسرائيل. ذلك اليوم الذي ما زلنا نعاني تبعاته ومضاعفاته حتى هذه اللحظة. * * يف يختصر فيصل مساره الإنساني والمهني من سوريا إلى لندن إلى قطر؟ * * طبعاً قبل العمل الإعلامي مارست معظم المهن كالنجارة والحدادة وتنظيف الشوارع والكهرباء كي أحصل على لقمة العيش. أما حياتي الأكاديمية فبدأتها معيداً في جامعة دمشق قبل إيفادي لبريطانيا. وخلال عملي في هيئة الإذاعة البريطانية تنقلت بين البرامج الموسيقية والثقافية والسياسية. * وعملت معداً لبرنامج "أقوال الصحف" في الأم بي سي. وبعد إغلاق تلفزيون البي بي سي في لندن، كنت على وشك الالتحاق بتلفزيون ال "فايننشال تايمز" في دبي، لكن اتصالاً من الأخ والصديق العزيز أبو جاسم محمد جاسم العلي مدير قناة »الجزيرة« السابق غير اتجاهي وجاء بي إلى الدوحة لأنضم إلى "الجزيرة" التي أعطتني أكثر مما تمنيت بعشرات المرات من الشهرة والنجومية. إنه أشبه بحلم مر سريعا جدا. وأكاد لا أصدق أبدا ما حدث لي عبر ذلك المسار. فعندما أقارن بداياتي الصعبة والأليمة جدا بما وصلت إليه، لا أستطيع إلا أن أسجد حمدا وشكرا لله عز وجل. * فأستطيع القول إنني خرجت من تحت إلى الأرض، فبعد أن كنت أحلم بأن أصبح شخصا مهما في قريتنا، غدوت، حسب تصنيف مجلة "شالانج" الفرنسية واحدا من أكثر عشرين شخصية تأثيرا على مستوى العالم. ولا أقول هذا الكلام تفاخرا، فإنني أكره المتفاخرين، وأعمل بمقولة سيدنا علي بن أبي طالب: "أكبر الفخر أن لا تفخر". لكنني أسوق ذلك للتمييز بين الماضي والحاضر. * * كيف تقيم أكثر من 12 سنة من عمر برنامج "الاتجاه المعاكس"، وماذا يقول فيصل لمنتقدي البرنامج وواصفيه بأنه برنامج "ضجيج وعويل" ولا ترجى منه فائدة للمشاهد العربي؟ * * يكفي أن برنامج "الاتجاه المعاكس" وغيره من البرامج الحوارية خلقت وضعاً جديداً في العالم العربي، ألا وهو إخضاع كل شيء للمناقشة والحوار. فكما هو معلوم فإن النقاش كان محرماً في بلادنا في كل شيء تقريباً، فلم يكن بإمكانك التحدث حتى عن أسعار الفجل والطماطم بحجة أن ذلك يهدد الوحدة الوطنية والأمن القومي!! أما الآن، وبفضل هذا البرنامج وغيره، حتى المحرمات خضعت للمناقشة بالرأي والرأي الآخر. أما متاعب البرنامج فهي أيضا كثيرة، فالكثير من الدول وضعني على القائمة السوداء، لا بل إن بلداً عربياً منع ذات مرة دخول صحيفة إلى أراضيه لمجرد أن اسمي مذكور فيها. * وهكذا دواليك. أما استمرار البرنامج على مدى اثني عشر عاماً تقريباً فهو لأنه مازال قريباً من هموم الناس السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. ناهيك عن أن طبيعة البرنامج لا تموت، فهو يقوم على الصراع الفكري. ونحن نعلم أن الصراع هو سنة الحياة والتاريخ. وعندما يتوقف الصراع تتوقف الحياة. والسلام الدائم شعار يصلح فقط لأبواب المقابر. وبهذا المعنى، فإن صيغة البرنامج هي تجسيد لحركة الحياة والتاريخ. ناهيك عن أن كل القنوات الإخبارية الجديدة تقدم برامج على شاكلة "الاتجاه المعاكس". وقد قرأت قبل فترة أن أحد أصحاب القنوات الجديدة قال للمشرفين على المحطة إن أول برنامج يريد أن يراه على شاشته هو برنامج مشابه ل "الاتجاه المعاكس". * ولو نظرت إلى كل البرامج الحوارية العربية الآن لرأيت أن الكثير منهم يحاول تقليد صيغة "الاتجاه المعاكس" بطريقة أو بأخرى. وقد علق أحدهم ساخراً: ناقص يعملوا النشرة الجوية على طريقة فيصل القاسم. أما الذين يقولون إن البرنامج عبارة عن صراخ وعويل وصراع ديكة وإثارة وغوغائية، فأجيبهم بأنه لو كان البرنامج هكذا فعلاً لفرحت به الأنظمة العربية فرحاً شديداً، ولما حاربته وحاربت مقدمه وحتى ذويه ووضعته على القوائم السوداء. * لو كان البرنامج عويلاً لما أغلقت ست دول عربية سفاراتها في الدوحة بسبب "الاتجاه المعاكس". لو كان البرنامج كذلك، لما أغلقت الدول مكاتب »الجزيرة« أكثر من مرة بسببه. لو كان البرنامج مجرد إثارة لما هزت بعض حلقاته العالم العربي من المحيط إلى الخليج، ولما لجأت بعض الدول إلى قطع الكهرباء عن بعض المدن كي لا يشاهده الناس. * * ماهي المواقف المهمة العالقة في ذهن فيصل طيلة 12 سنوات من عمر البرنامج؟ * * صحيح أنني سعيد جدا بالضجة التي ولدها البرنامج وبالشهرة التي حققتها بفضل ذلك، لكنني أتذكر بألم أيضا الحملات التي شنت علي من أكثر من بلد عربي. * أتذكر الأيام السوداء التي كان البعض يمطرني بالتهديدات والإزعاجات، لا لشيء إلا لأن أحد الضيوف أو الضيفات عبر عن رأيه بحرية زائدة في البرنامج. كما أتذكر اللحظات العصيبة على الهواء، الكوميدي منها والصعب. * * يلوم بعض الجزائريين فيصل القاسم أنه يناقش الوضع الجزائري فقط من خلال بعض الشخصيات المنفية والمغضوب عليها والتي لها مشاكل مع النظام.. كيف تعلق؟ * * صحيح أنني استضفت شخصيات جزائرية مغضوب عليها تعيش في الخارج، لكن كل الذين قابلوها ليدافعوا عن السياسات الجزائرية جاءوا من داخل الجزائر، فلو أنني سخرت برنامجي ليكون مجرد منبر للمعارضين الجزائريين كي يصبوا جام غضبهم على النظام لربما كان مع المنتقدين بعض الحق، لكني ناقشت كل القضايا الجزائرية بالرأي والرأي المعاكس. * * ما هو انطباع فيصل عن الشخصيات الجزائرية المشاركة في برنامجه طيلة 12 سنة؟ * * بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع الشخصيات الجزائرية التي شاركت في البرنامج، إلا أنهم يشكلون علامة فارقة في تاريخ البرنامج. والمشاهد العربي من المحيط إلى الخليج يتذكر الحلقات التي شارك فيها جزائريون بكل احترام وتقدير ومحبة. فمعظم الذين شاركوا أبلوا بلاء حسناً، لا بل إن بعضهم أصبح نجماً بكل جدارة بفضل قدرته الفائقة على المناظرة والجدل والسخونة. * الجميع يتذكر المحامي الدولي سعد جبار، وأحمد بن محمد، وخالد بن ڤڤة، ويحيى أبوزكريا، وحسن العريبي، والهاشمي الشريف، محمد جهيد يونسي، ومحفوظ نحناح، وعبد القادر حجار، وعز الدين بوكردوس، وعثمان سعدي، وعبد الملك مرتاض، وغيرهم كثر. * * كيف يقيم فيصل الوضع العربي الراهن وكيف يعلق على حذاء منتظر الزيدي؟ * * طالما أن الشعوب العربية راضية بوضعية القطيع، فأعتقد أنه لن تقوم لنا قائمة، حتى تقرر الشعوب أنها تريد الحرية، وكما يقول فولتير "لا يكون الإنسان حرا إلا عندما يود أن يكون". أما بخصوص الزيدي المنتظر، فقد كتبت مقالاً بعنوان "الحذاء وما أدراك ما الحذاء يا ملك الزمان"، شرحت فيه لبوش معنى الحذاء في الثقافة العربية. أما بالنسبة لمنتظر فقد دخل التاريخ حتى لو فقد بصره تحت تعذيب عصابات القتلة والمجرمين المختبئين كالجرذان في عاصمة الاحتلال المسماة المنطقة الخضراء في بغداء. إنه لأمر مقرف فعلاً أن يتم تعذيب الشرفاء على أيدي العملاء والمأجورين. * * ما هو الانطباع الذي يحمله فيصل عن الجزائر والجزائريين؟ * * من سوء حظي، فإنني لم أحظ حتى الآن بشرف زيارة الجزائر، خاصة وأن لي صداقات كثيرة مع إخوة جزائريين في الداخل والخارج. لكنني سأزور الجزائر في أقرب فرصة لأرى مدنها التاريخية التي مازالت تلهم ملايين العرب بمقاومتها التاريخية للمستعمر الفرنسي وتضحياتها الجليلة. كما أود أن أشاهد طبيعة الجزائر الخلابة التي لم تأخذ نصيبها حتى الآن من الشهرة السياحية التي تستحقها. لكن هذا لا ينفي أنها من أجمل بقاع الأرض رغم قلة الترويج لها. * في الختام أتمنى كل الخير والتوفيق للجزائر وأهلها، كما أتمنى لجريدكم الغراء وقرائها الكرام التقدم والإزهار الدائمين. وإلى لقاء قريب على صفحاتكم الطيبة في مقال أسبوعي.