من قال إننا خسرنا مباراة نصف نهائي الكان أمام مصر، من قال إن المنتخب الجزائري أقصي من أنغولا ,2010 من قال إن الجزائر خرجت تجر أذيال الهزيمة برباعية فرعونية، من قال كل هذا فهو مخطئ لأن الجزائر فازت بالمباراة وبالنتيجة والأداء، تقول لي كيف، أقول لك أن يلعب فريق بثمانية ضد خصمين في آن واحد ويخرج ويتلقى أربعة أهداف فقط ، أنا أعتبر هذا إنجازا وانتصارا. خصم الجزائر الحقيقي في المباراة لم يكن الفرعون بقدر ما كان حكما ظالما جائرا في قراراته، ليقع المنتخب الوطني في حتمية المؤامرة التي تم عجنها وخبزها بفضيحة تؤكد لنا أن التحكيم الإفريقي فاشل حتى في التحايل، أنظار العالم كلها كانت مشدودة إلى بانغيلا لمشاهدة مباراة حقيقية في كرة القدم، مباراة تجسد لنا فعلا عرسا إفريقيا عربيا يُخلد في ذاكرة المستديرة، لكن هيهات هيهات عندما يتعلق الأمر ببقعة سوداء تترك بصمة عار في مشهد أبيض ناصع، المنتخب الجزائري الذي بلغ في هذه البطولة ما لم يبلغه منذ عشرين عاما اصطدم للمرة الثانية بجدار المؤامرات اللعينة بعد سيناريو خيخون الفاضح ضد الألمان، صحيح أن المباراة انتهت بتأهل الفرعون لكن دون انهزام المحاربين، وأي درس تركناه في أرض أنغولا وأي بصمة وضعناها في جبين الكان 2010 ، لهذا نقول إن المنتخب الجزائري لم ينهزم بل انتصر بالروح الرياضية الشعبية، انتصر لأنه فاز بشعب آمن بأن الكرة المستديرة لم تعد مجرد كرة في بساط أخضر بقدر ما هي عنوان للتضامن الشعبي وقلب ينبض بحروف الجزائر. لا نبرر أبدا انهزامنا لأننا ببساطة لم ننهزم، ولأن المنهزم والخاسر كان التحكيم الأفريقي الذي كان عليه أن يمسح الغبار عن نفسه قبل مونديال البافانا بافانا، الخاسر كان الاتحاد الإفريقي الذي لم يتعلم بعد من دروس الماضي، الخاسر الأكبر هو مستقبل الكرة الإفريقية، هذا وكي يعلم الجميع لماذا لم تمنح الفيفا ثقتها للقارة السمراء لتنظيم المونديال إلا بعد مد وجزر، فقط لهذه الأسباب، لأن العرس الكروي العالمي أسمى من أن يتلوث بمثل هذه الفضائح، إذا لنرتقب من الآن سيناريوهات ومشاهد يندى لها الجبين خلال مونديال الصيف، وعلى الجزائر من الآن التفكير في حل شفرة المؤامرة القادمة في جنوب القارة. مدرسة أنغولا 2010 التي تعلمنا فيها أن الانتصار الحقيقي هو ذلك الذي ينبض بالروح والمُثل العليا والتقاليد العريقة، ولهذا أخذنا من أنغولا حصة الأسد، كيف ولا وقد أنجبنا مدربا اسمه سعدان وفريقا محاربا في الميدان وشعبا تغذى بالإيمان، لهذا قلت ولا أزال أقول إن الجزائر لم تنهزم أبدا بل أبدعت وتميزت وأبهرت، والأهم أنها أعطت قلبا ينبض كرة وهذا هو الانتصار الحقيقي.