في حوار ل''دويتشه فيله''، يتحدث الدولي كريم مطمور لاعب المنتخب الجزائري عن وضع فريقه مونشينغلادبخ في الأسابيع الأخيرة من الدوري وعن حظوظ منتخب بلاده في مونديال جنوب إفريقيا والعبر التي تم استخلاصها من التجربة الأنغولية. كيف هو وضع فريق مونشنغلادبخ بعد أنكر هزيمة مني بها في هذا الدوري: رباعية نظيفة أمام حامل اللقب فريق فولفسبورغ ضمن منافسات المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم؟ نعم، كانت هزيمة ثقيلة جدا، اعتلت الخيبة صفوف الفريق، لكن أمامنا الآن الفرصة لتغيير الوضع وتفادي ما حصل، وأعتقد أننا نستطيع في مباراتنا القادمة تدارك ما فاتنا، لكن الهزيمة أمام فولفسبورغ، أعقبت هزيمة أخرى كانت أمام دورتموند بثلاثية نظيفة، ومن تابع مبارتي مونشنغلادبخ يلاحظ أن الفريق كان يحاول باستمرار ايجاد إيقاع للعب لكن من دون جدوى. وفي هذا السياق هل يمكن الحديث عن أزمة يمر بها فريقك؟ هذا غير صحيح، لا يمكن الحديث عن أزمة لمجرد أننا خسرنا مباراتين على التوالي. نعم انهزمنا وعلينا تقبل ذلك واستخلاص العبر من الأخطاء التي قمنا بها، لكنني واثق تماما أننا سنستعيد مستوانا في المستقبل القريب. لعبت منذ قدومك إلى مونشنغلادبخ أكثر من 50 مباراة لصالح الفريق، لكن من الملاحظ أنك في الفترة الأخيرة لم تعد أساسيا، ويتم إشراكك بعد حوالي الدقيقة الستين، هل معنى ذلك أنك خسرت المنافسة أمام زملائك وفقدت مركزك الأساسي؟ هذا غير صحيح، إن المسألة معقدة وليست بهذه السهولة، لقد عدت منهكا من منافسات بطولة الأمم الإفريقية، ومن ثم كنت بحاجة إلى فترة راحة ونقاهة لاستعادة لياقتي البدنية، وبعد ذلك تعرضت إلى الإصابة وكان هذا هو السبب الذي منعني أيضا من المشاركة في بعض المباريات، بما فيها مباراة فولفسبورغ الأخيرة، ولا أدري إن كنت سأستطيع المشاركة في المباراة القادمة أمام كولون، أم لا. هل هناك خشية من ألا تشارك في مونديال جنوب إفريقيا؟ لا على الإطلاق، المونديال مسألة مصيرية بالنسبة لي، والحمد لله أن الإصابة ليست بهذه الخطورة. أحتاج إلى أسبوع أو أسبوعين على الأكثر لاسترداد لياقتي مائة بالمائة. وماذا عن مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان؟ رابح سعدان بالنسبة لي مثل أب روحي. وأنا أشعر بارتياح كبير معه. إنه مدرب قدير. ننتقل إلى المنتخب الجزائري، من تابع مسيرته في أنغولا وأداءه المتقلب انطلاقا من مباراة مالاوي وصولا إلى مباراته الأخيرة ضد نيجيريا على المركزين الثالث والرابع، يتساءل عن هوية هذا المنتخب وعن حقيقة قدراته؟ بالفعل تأرجحنا بين أداء كارثي كما حدث ضد مالاوي، وبين أداء راق مميز كما حصل في لقائنا ضد كوت ديفوار، الذي أثبتنا فيه أننا منتخب قوي يمكنه مقارعة الكبار. نحن منتخب صعب التكهن بقدراته، وهذا إيجابي. في أنغولا أثبتنا أننا قادرون على الإطاحة بمنتخبات قوية، شريطة أن نكون بلياقة بدنية عالية وفي حالة تركيز تام، أعتقد أننا نفتقد إلى الخبرة لأننا منتخب شاب، ويجب القول أننا استفدنا كثيرا من التجربة الأنغولية. اختير المنتخب الجزائري كأفضل منتخب إفريقي لعام 2009، في حين شكك البعض في أحقية الجزائر بهذا اللقب، فكيف ترد على تلك الأصوات؟ لقد أطحنا بالمنتخب المصري مرتين في سنة واحدة، وعن جدارة. وأعتقد أننا نستحق هذا اللقب من دون شك. حديثك عن المنتخب المصري، يجرني إلى السؤال عن آخر مباراة جمعت بينكما في دور نصف النهائي من بطولة أنغولا، هل نجحت هذه المباراة في إعادة المياه إلى مجاريها بين المنتخبين؟ بالنسبة لنا كلاعبين، نركز دائما على رياضة كرة القدم فقط ولا نريد الخوض في الأمور السياسية. إن الأحداث التي رافقت المباريات التي جمعت بين مصر والجزائر كانت رهيبة ومبالغا فيها ولا علاقة لها برياضة كرة القدم. لقد فقد بعض الزملاء أعصابهم في آخر مباراة ضد الفراعنة، لكن ذلك لا علاقة له بالمنتخب المصري، لأن هذا يحدث دائما في أي مباراة، تشهد أخطاء تحكيمية متكررة، كما حصل في مباراة نصف النهائي. كيف تنظر إلى الإتهامات الموجهة حاليا للمدرب رابح سعدان، والتي تشكك في صحة قراراته؟ لا يمكنني أن أتفهم ذلك، رابح سعدان قام بمجهودات جبارة إلى غاية اللحظة. وكمدرب من واجبه اتخاذ القرارات التي قد لا تروق البعض، مع ذلك يجب احترامه واحترام قراراته، فيكفي أنه قاد المنتخب إلى نهائيات بطولة كأس العالم. لو ألقينا نظرة على مجموعة الجزائر التي تضم كل من انجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا، كيف تقيم حظوظ المنتخب الجزائري للتأهل إلى الدور اللاحق؟ فرصنا كبيرة جدا، لأننا منتخب مجهول نسبيا لدى الكثيرين، وأنا واثق من أننا سنحقق المفاجأة في هذه المجموعة.