أكدت أول أمس منسقة البرامج بالمكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب جينا اباركرومبي وينستانلي أن بلادها تعتبر الجزائر كأحد ''أفضل شركائها'' في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، مبينة في الوقت ذاته أن الرئيس باراك اوباما قد وعد بمراجعة دائمة لقائمة الدول التي سيخضع مواطنوها لإجراءات مشددة في مجال النقل، والتي تعارضها الجزائر بشدة وتنوي القيام بمبدأ المعاملة بالمثل إن لم تراجع واشنطن قراراتها. وقالت وينستانلي الخميس الماضي في إطار زيارة عمل قادتها إلى الجزائر إن الولاياتالمتحدة ''تستفيد من التجربة الجزائرية في مكافحة التهديد الإرهابي''، مبينة أن البلدين ''تربطهما علاقة جيدة في مجال التعاون في عديد الميادين''، وأن هذا التعاون كان محور محادثات ''تقنية'' و ''سياسية'' جمعتها مع مسؤولين جزائريين على علاقة بهذه المسألة، والذين أعربوا لها عن استعداد الجزائر ''لتعميق'' التعاون الثنائي في هذا المجال، على حد ما أضافت المسؤولة الأمريكية التي قالت إن الهدف من زيارتها هو ''تثمين'' هذا التعاون وهذه الشراكة خدمة لأمن البلدين والشعبين. ولدى تطرقها إلى الإجراءات الأخيرة المتخذة من طرف بلادها في مجال مراقبة النقل الجوي، قالت وينستانلي إن واشنطن ''تتفهم الانشغالات والانتقادات المثارة في الجزائر سواء من قبل السلطات أو المواطنين''، معربة عن أسفها ''لكون هذا التهديد الإرهابي قد أدى إلى فرض تلك الإجراءات على البلدان المعنية ومنها الجزائر''، إلا أنها أردفت بالقول ''إنه بعد نشر قائمة البلدان المعنية بهذه الإجراءات وعد الرئيس اوباما بأنها ستشكل موضوع مراجعة دائمة''. وتحاشت المسؤولة ذاتها الإسهاب في الحديث عن قائمة الدول المعنية بالإجراءات الأمريكية، لتتكلم عمن سمته ب ''الإجراءات الأمنية''، حيث أردفت في هذا الشأن بالقول ''إن المراقبة المشددة للمسافرين في المطارات الأمريكية وفي تلك التي تنطلق منها الرحلات المتجهة إلى واشنطن يتم القيام بها على جميع المسافرين مهما كانت جنسيتهم بما فيهم الرعايا الأمريكيين أنفسهم''. وفي السياق ذاته، قالت وينستانلي عن إمكانية تطبيق الجزائر لإجراءات المعاملة بالمثل أن ''الجزائر تعد بلدا يتمتع بالسيادة ونحن نتفهم حرصها على حماية مواطنيها من أي تهديد''، مستبعدة أن يكون لجوء الجزائر لاتخاذ هذا القرار أي تأثير على متانة العلاقات التي تربط بين البلدين، حيث زادت في هذا الشأن بالقول ''ليست هذه الإجراءات الأمنية التي ستضر بجودة العلاقات الثنائية كما تدل عليه زيارات عديد الوفود الأمريكية خلال هذه الأيام الأخيرة إلى الجزائر''.