علقت جينا اباركرومبي وينستانلي منسقة البرامج بالمكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب أول أمس على تلويح الجزائر معاملة واشنطن بالمثل فيما يخص خضوع رعاياها لتنفتيش دقيق في المطارات الأمريكية، بالقول إنها تتفهم حرص الجزائر على حماية مواطنيها، وأن هذه الإجراءات الأمنية لن تضر بجودة العلاقات بين البلدين، خاصة وأن واشنطن تعتبر الجزائر ضمن أفضل شركائها في مكافحة الإرهاب. مازالت واشنطن تواصل مساعيها لإقناع الجزائر بجدوى وأهمية الإجراءات الأمنية الجديدة التي تتضمن مراقبة صارمة للرعايا الجزائريين في المطارات الأمريكية، فقد أجرت نهاية الأسبوع الفارط جينا اباركرومبي وينستانلي منسقة البرامج بالمكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب زيارة إلى الجزائر التقت خلالها عددا من المسؤولين الجزائريين الذين تحادثت معهم حول هذا الموضوع الذي أثار استياء كبيرا واستنكارا واسعا من طرف عدد كبير من الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني. وخلال تواجدها بالجزائر، أكدت المسؤولة الأمريكية أن زيارات عديد من الوفود الأمريكية خلال هذه الأيام الأخيرة إلى الجزائر أكبر دليل على أن الإجراءات الأمنية الجديدة لن تضر بجودة العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدة أن واشنطن تتفهم حرص الجزائر على حماية مواطنيها من أي تهديد ولجوءها بذلك إلى مبدأ المعاملة بالمثل مع واشنطن. وفي السياق، أضافت المسؤولة الأمريكية أكدت وينستانلي أن السلطات الأمريكية تتفهم الانشغالات والانتقادات المثارة في الجزائر سواء من قبل السلطات أو المواطنين معربة عن أسفها لكون هذا التهديد الإرهابي قد أدى إلى فرض تلك الإجراءات على البلدان المعنية ومنها الجزائر، مذكرة بما أعلن عنه عدد من المسؤولين الأمريكيين سابقا من أن الرئيس باراك أوباما قد وعد بمراجعة قائمة البلدان المعنية بهذه الإجراءات، وفضلت وينستانلي الحديث عن الإجراءات الأمنية وعدم الخوض في الحديث عن القائمة معتبرة أن المراقبة المشددة للمسافرين في المطارات الأمريكية يتم القيام بها على جميع المسافرين مهما كانت جنسيتهم بما فيهم الرعايا الأمريكيين أنفسهم. وعلى صعيد آخر، أوضحت منسقة البرامج بالمكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب أن الولاياتالمتحدة تعتبر الجزائر كأحد أفضل شركائها في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وأنها قد أجرت في هذا الإطار محادثات تقنية وسياسية مع مسؤولين جزائريين على علاقة بهذه المسالة مبرزة أن الجانب الجزائري قد أعرب عن استعداده لتعميق التعاون الثنائي في هذا المجال، مشيرة إلى أن الهدف من زيارتها يتمثل في تثمين هذا التعاون وهذه الشراكة خدمة لأمن البلدين والشعبين.