أكدت السيدة جينا اباركرومبي وينستانلي منسقة البرامج بالمكتب الامريكي لمكافحة الارهاب، أول أمس، في الجزائر أن الولاياتالمتحدة تعتبر الجزائر كأحد "افضل شركائها" في مجال الامن ومكافحة الارهاب. وأضافت السيدة وينستانلي التي تقوم بزيارة عمل الى الجزائر أن بلدها "يستفيد من التجربة الجزائرية في مكافحة التهديد الارهابي" مشيرة الى أن البلدين "تربطهما علاقة جيدة في مجال التعاون في عديد الميادين". وبخصوص التعاون في مجال مكافحة الارهاب أوضحت ضيفة الجزائر انها اجرت محادثات "تقنية" و "سياسية" مع مسؤولين جزائريين على علاقة بهذه المسألة، مبرزة أن الجانب الجزائري قد اعرب عن استعداده "لتعميق" التعاون الثنائي في هذا المجال. وتابعت تقول في هذا الاطار إن الهدف من زيارتها يتمثل في "تثمين" هذا التعاون وهذه الشراكة خدمة لامن البلدين والشعبين. وبخصوص الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة في مجال مراقبة النقل الجوي، أكدت السيدة وينستانلي أن السلطات الامريكية "تتفهم الانشغالات والانتقادات المثارة في الجزائر سواء من قبل السلطات او المواطنين" معربة عن اسفها "لكون هذا التهديد الارهابي قد ادى الى فرض تلك (الاجراءات) على البلدان المعنية ومنها الجزائر". في هذا الصدد أوضحت "انه بعد نشر قائمة البلدان المعنية بهذه الاجراءات وعد الرئيس اوباما بأنها ستشكل موضوع مراجعة دائمة". وقد فضلت السيدة وينستانلي الحديث عن "الاجراءات الامنية" وليس عن القائمة مؤكدة "أن المراقبة المشددة للمسافرين في المطارات الامريكية وفي تلك التي تنطلق منها الرحلات" المتجهة الى بلدها يتم القيام بها على جميع المسافرين مهما كانت جنسيتهم بما فيهم الرعايا الامريكيين انفسهم". وفي معرض اجابتها عن سؤال حول تطبيق الجزائر "لإجراءات المعاملة بالمثل" اوضحت أن "الجزائر تعد بلدا يتمتع بالسيادة ونحن نتفهم حرصها على حماية مواطنيها من اي تهديد" مضيفة انها "ليست هذه الاجراءات الامنية التي ستضر بجودة العلاقات الثنائية كما تدل عليه زيارات عديد الوفود الامريكية خلال هذه الايام الاخيرة الى الجزائر". من جهته اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري خلال نزوله ضيفا على برنامج " منتدى الخميس" للقناة الاذاعية الثانية اول امس أن إدراج الجزائر في قائمة الدول التي يخضع رعاياها لاجراءات مراقبة خاصة "استفزازي" مبديا "تأييده الكلي" لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل. وأوضح السيد زياري ان الجزائر "غاضبة" من هذه "الإجراءات الاستفزازية" الصادرة من طرف الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا. واوضح في هذا الشأن أنه "تم إيقاف اجتماع كان مقررا بين ممثلين عن المجلس الشعبي الوطني ونظرائهم من الجمعية الفرنسية بخصوص انشاء اللجنة الكبرى وذلك كرد فعل على هذه الاستفزازات" مضيفا بأن مثل هذه التصرفات "لا تشجع تعزيز العلاقات". كما أعرب السيد زياري عن أمله في أن "يتوصل الجهاز التنفيذي والدبلوماسية الجزائرية وكل الجهات المعنية الى ايجاد الطرق الكفيلة لرد الفعل بخصوص هذه المسألة" مبديا استغرابه: "كيف تكون الجزائر في طليعة الدول المكافحة لظاهرة الإرهاب وفي الوقت ذاته يدرج رعاياها في قائمة البلدان التي تخضع لإجراءات تفتيش خاصة".