أوشكت إسرائيل على الانتهاء من تشييد خط القطار السريع في مدينة القدسالمحتلة تمهيدًا لافتتاحه نهاية العام الجاري، وهو المشروع الذي يحذر الخبراء من أنه يعزز تهويد المدينة لما يحمله من أضرار مادية على المتاجر والمنازل الفلسطينية الواقعة في أرض المشروع. وصادقت الحكومة الإسرائيلية على المشروع عام ,1999 و بدأ العمل فيه عام ,2006 ويربط الخط بين القدسالغربيةوالقدسالشرقية، حيث يبدأ خط سير القطار من مستوطنة بسخات زئيف شمال القدسالشرقية ليمر بالتلة الفرنسية، ويكمل إلى تلة أمونيشون وميعاه شيعاريم، ثم إلى باب العمود، ويسير باتجاه ميدان سفرا وشارع يافا وصولا إلى شارع هرتسل، ويصل بين القدسالغربية ومستوطنات أخرى، حيث ضيق كذلك بهدف تيسيير انتقال المستوطنين والسكان اليهود داخل المدينة. وفي نفس الوقت يقسم خط القطار الجديد منطقة شعفاط وجزءا من بيت حنين بالقدسالشرقية إلى شطرين؛ مما تسبب في أضرار مالية لأصحاب المحال والمتاجر، وفي مقابل تقديم البلدية تعويضات لأصحاب المحال اليهودية تجاهلت أصحاب المحال من الفلسطينيين. ''مقتل'' السوق وتحدث محمود عكاشة (صاحب مطعم) ل''إسلام أون لاين. نت'' بلسان حال الفلسطينيين المتضررين قائلا: ''منذ أن تم تقسيم الشارع الرئيسي في حي شعفاط إلى نصفين أصبحنا نعاني الركود في محالنا، لقد قتلوا السوق.. وتراجعت المبيعات إلى ما دون النصف بسبب إزالة مواقف السيارات التي كانت تقف وتبتاع منا'' أثناء تمهيد الطريق لخط القطار.وبالمثل قال خالد أشتية (صاحب محل حلويات): ''كان محيلي يعمل بشكل جيد بطاقة 12 موظفا.. أما الآن فاضطرت على إلى أن أقلص عددهم إلى عاملين اثنين فقط، وبالكاد أستطيع دفع فواتير الكهرباء والماء والضرائب''. أما رجب أبو عصب (صاحب محل) فأكد بدوره أن بلدية المدينة تسير حثيثا في خطتها الخاصة بتهجير وإغلاق المتاجر الفلسطينية لإفساح الطريق أمام إعلان القدس رسميا مدينة يهودية خالصة، وعاصمة لإسرائيل. ومع ذلك شدد أبو عصب على أن استمرار فلسطينيي المدينة من جانبهم في نضالهم والبقاء برغم هذه ''المنغصات'' للحفاظ على الحق العربي فيها: ''مهما فعلوا فلن نغلق متاجرنا حتى لو تدهورت السوق أكثر من ذلك''. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، اتهمت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إسرائيل ب''تصعيد حربها'' على القدسالمحتلة، والتخلص من الأحياء العربية فيها، مطالبة بوقفة عربية ودولية لوقف إجراءات تهويد المدينة. وتقوم إسرائيل بمشاريع استيطانية موسعة في القدسالشرقية التي احتلتها في عام ,1967 ضمت حفر أنفاق وهدم منازل فلسطينيين وإقامة حواجز للفصل بين الأحياء العربية. ''فصل المقدسيين'' واعتبر خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط لجمعية الدراسات في بيت الشرق في القدسالمحتلة، في تصريحات ل''إسلام أون لاين. نت'' أن المشروع جزء من بنية تحتية للاستيطان في القدس، وجزء من تهويد المدينة؛ حيث يهدف إلى تحسين الحياة اليومية للمستوطنين. وعن تجاهل الاحتلال تقديم تعويضات للتجار الفلسطينيين المتضررين من خط القطار قال التفكجي: إن الاحتلال ''ينظر إلى العرب بالقدس على أنهم مجموعة سكانية غير شرعية، ولذلك لا تقدم البلدية لهم أي تعويضات أو خدمات أخرى''.ولفت الخبير الفلسطيني إلى أن فصل منطقة شعفاط بخط القطار السريع وما ينتج عنه من أضرار للسكان العرب يهدف إلى ترحيلهم العرب من المدينة، وهو أسلوب من أساليب أخرى تتبعها البلدية لتحقيق هذا الهدف من بينها هدم المنازل والغرامات وسحب الهويات. كما لفت زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، بدوره إلى أن تقسيم منطقة شعفاط إلى جهتين منفصلتين يعني فصل المقدسيين عن بعضهم لتعزيز وجود الاحتلال وتهويد القدس.