بعد تشرّد 250 ألف شخص وضعت حرب الحوثيين مع الحكومة اليمنية أوزارها إثر إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين بعد إعلان قائد المتمردين عبدالملك الحوثي التزامه بتنفيذ النقاط الست المعلنة من اللجنة الأمنية العليا. وقال مسؤولون من الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في شمال البلاد إن الطرفين اتفقا على هدنة لوقف الحرب التي اندلعت على فترات متقطعة منذ عام .2004 وقال بيان حكومي نشرته وسائل إعلام رسمية ''قررنا إيقاف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية ، وذلك بما من شأنه حقن الدماء وإحلال السلام في المنطقة الشمالية الغربية وعودة النازحين إلى قراهم وإعادة إعمار ما خلّفته فتنة التمرد وتحقيق المصلحة الوطنية''.كما أمر زعيم المتمردين مقاتليه بالالتزام بوقف إطلاق النار وقال بيان للمتمردين ''بناء على ما تم الاتفاق عليه أصدر عبدالملك بدر الدين الحوثي توجيهاته إلى جميع الجبهات ومحاور القتال لإيقاف إطلاق النار تزامناً مع التوقيت المعلن من قبل الحكومة''. وأثارت الاضطرابات في اليمن مخاوف لدى الغرب والدول المجاورة من أن يتحول اليمن إلى دولة فاشلة، فيما يسمح لتنظيم القاعدة باتخاذها كمنطلق للهجمات ضد الدول الخليجية أهم مصدر للنفط في العالم. وكانت لنيجيري صلات بمتشددين في اليمن حاول نسف طائرة أمريكية في ديسمبر. وعبّر أحد المحللين عن تفاؤله بأن الهدنة ستتماسك، وقال المحلل السياسي المستقل عبدالغني الارياني إن الأمر يبدو حقيقياً حيث يجري الإعداد له منذ أسابيع ورأى أن الطرفين ملتزمان على ما يبدو، وانخرطت السعودية في الصراع في نوفمبر عندما استولى المتمردون على بعض الأراضي السعودية. وأعلنت الرياض النصر على المتمردين في الشهر الماضي بعد أن قدم المتمردون عرضاً لهدنة منفصلة وقالوا إنهم انسحبوا من الأراضي السعودية. ويقول مسؤولون يمنيون إن صنعاء ستسمح في إطار اتفاق الهدنة لممثلين عن المتمردين بالمشاركة في لجنة تشرف على الهدنة وسيقوم المتمردون بتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من القوات اليمنية. وقال مسؤول حكومي يمني ''إنني متفائل هذه المرة بأن الحوثيين سيلتزمون وبأن وقف إطلاق النار سيستمر''، وتطالب الشروط المتمردين بفتح الطرق وإطلاق سراح الجنود والمدنيين المحتجزين. وتقول الحكومة إنه على المتمردين أيضاً أن يعيدوا المعدات العسكرية والمدنية والابتعاد عن السياسة المحلية وإنهاء الاشتباكات الحدودية مع السعودية. وقال بيان الحكومة اليمنية إن المتمردين وافقوا أيضاً على شرط إضافي هو الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي السعودية، وهو الشرط الذي أضافته صنعاء إلى شروط وقف القتال.