بات من الواضح جدا أن التلفزيون الجزائري قد انتهج سياسة تطهير جذرية للأعمال الفنية المصرية التي اعتاد على عرضها عبر قنواته الثلاث الأرضية الجزائرية الثانية والثالثة ، يتعلق الأمر بالمسلسلات المصرية التي كانت تعرض أو تلك التي كان يفترض عرضها لاحقا. تأتي هذه السياسة التطهيرية من طرف مؤسسة التلفزيون الجزائري كردة فعل واضحة بعد توتر العلاقات بين الجزائر ومصر اثر مباراة كرة القدم، وما تبعها من ردود أفعال، تمثلت في سلسلة الهجمات المسمومة التي شنتها بعض القنوات الفضائية المصرية وحملات المقاطعة التي رفع شعارها العديد من الفنانين المصريين. التلفزيون يلغي ''راجل وست ستات'' من أجندته قامت إحدى أكبر الشركات المصرية للإنتاج السينمائي بإرسال بيان لمؤسسة التلفزيون الجزائري تتساءل فيه عن سبب مقاطعة هاته الهيئة شريكتها، حيث استغرب المتحدث باسم الشركة من قرار مسؤولي التلفزيون الجزائري المفاجئ بشأن توقيف أحد مسلسلات الشركة التي سبق للمؤسسة الوطنية أن تعاقدت معها بخصوصه، يتعلق الأمر بالجزء السادس من مسلسل السيت كوم ''راجل وست ستات''. رغم ان مسؤولي قطاع التلفزيون الجزائري كانوا قد اخطروا مسؤول الشركة المصرية للإنتاج السينمائي في بيان خاص عن قرارهم القاضي بامتناع المحطات الجزائرية عن شراء أعمال مصرية بشكل عام، بسبب الأزمة التي نشبت بين الجزائر ومصر على خلفية مباراة مونديال 2010 في جنوب إفريقيا. الدراما الخليجية بديل للمنتوج المصري ويبدو أن نية التلفزيون الجزائري أصبحت واضحة وأمرا واقعا، حيث لم يعد للإعمال المصرية محل ضمن أجندة الشاشة الصغيرة، وإن كان الأمر لم يؤكد بعد من قبل المسؤولين في ذات الهيئة الذين حاولنا الاتصال بهم مرارا إلا انهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح وفضلوا التزام الصمت. القضية لم تعد بحاجة إلى تأكيد فالمتتبع لبرامج التلفزيون الجزائري سيكتشف لا محالة الغياب التام لكل ما هو مصري دون الحاجة إلى إعلان مسبق عن ذلك، ليفتح بذلك المجال أمام بعض الأعمال الأخرى التي دخلت الشاشة الصغيرة لأول مرة كالمسلسلات الخليجية التي لم تكن ضمن قائمة أولويات مسؤولي التلفزيون الجزائري و الذين تفطنوا أخيرا إلى الأشواط الكبيرة التي قطعتها السينما والدراما الخليجية في السنوات الأخيرة سواء من حيث النوع أو الكم، الأمر الذي أهلها لان تكون في طليعة اهتمام الجزائر لتعويض المنتوج المصري . والحديث عن البديل المصري يجرنا لذكر أيضا الدراما السورية التي طالما كانت المنافس الشرس للأعمال المصرية، سواء من حيث العرض أو من حيث نسبة المشاهدة، بالإضافة إلى بعض الأعمال اللبنانية التي تعرض بين الحين والآخر والتي من المنتظر أن ترتفع حظوظها هي الأخرى مستقبلا. فيما يبقى الحديث عن الإنتاج المحلي وسياسة اجترار الأعمال من الأرشيف المرض المزمن الذي يتعايش معه قسم البرمجة منذ زمن. وفي انتظار أن تثمر سياسة الإنتاج الجديدة التي اعتمدها التلفزيون الجزائري مؤخرا، على المشاهد الجزائري أن يبقى وفيا للدراما العربية دون المصرية إلى إشعار آخر.