بدأت أصوات حقوقية في بريطانيا وفرنسا تنتقد توجّه دولتيهم نحو استخدام أجهزة المسح الضوئي كجزء من إجراءات التفتيش الاعتيادية، وكان سعوديون اعترضوا من قبل على إجراءات السفر المعقدة إلى الولاياتالمتحدة، في رسالة بعثوا بها إلى السفير الأمريكي في الرياض جيمس سميث. وجاءت الانتقادات التي توجهها هيئات وجمعيات حقوق الإنسان لاستخدام هذه الأجهزة في التفتيش الاعتيادي، إلا أن إدارة الطيران المدني في فرنسا رأت أن هذا الإجراء الجديد سيكون وسيلة فعالة لتعزيز مكافحة الإرهاب، لأنه يكشف مواد معدنية خطرة لا تستطيع الآلات التقليدية كشفها. وبدأت فرنسا إجراءات أمنية غير مسبوقة تشمل المسافرين إلى الولاياتالمتحدة، حيث اعتمدت إخضاع المسافرين لآلات المسح الضوئي الجسدي، التي تكشف الجسم وتعطي صورة إلكترونية كاملة وواضحة للجسد. وذكر نائب مدير إدارة الطيران المدني الفرنسية جاك لو جويو أن فرنسا بدأت بوضع أجهزة متطورة للمسح الكامل للجسد إلكترونياً في نقاط التفتيش بالمطارات، كان أولها مطار شارل ديغول الدولي شمال باريس، في الرحلات المتوجهة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مبدئياً، مؤكداً أن فرنسا تعتزم وضع 6 أو 7 في المطار نفسه في أقرب فرصة يمكنهم الحصول عليها بحسب تصريحه المنشور في موقع قناة ''abc'' الأمريكية. وأوضح لو جويو أن الجهاز الواحد يكلف ما بين 100 ألف و150 ألف يورو، ومصاريف إضافية لتشغيل وصيانة الجهاز، مبيناً أن الأشخاص الذين لا يريدون التعرض للإشعاعات داخل الجهاز الماسح يستطيعون أن يطلبوا التفتيش اليدوي، وهو تفتيش دقيق أيضاً في كل مطارات فرنسا. يجدر بالذكر أن فرنسا وضعت قائمة بدول ''تحت الخطر'' تلزم الخطوط الجوية الناقلة من هذه الدول بتقديم تفاصيل حول المسافرين إلى فرنسا وحددت غرامات عالية للمخالفين تتراوح ما بين 50 ألفاً و75 ألف دولار منذ الأول من يناير الماضي، وشملت قائمة دول ''تحت الخطر'' أفغانستان، الجزائر، مالي، إيران، باكستان، اليمن، وسوريا. وكانت بريطانيا من أوائل المبادرين لتطبيق إجراء المسح الضوئي الجسدي على المسافرين، لكنها لا تزال تواجه ردود أفعال معارضة من المهتمين بحقوق الإنسان، مبينين أن هذا الإجراء يعتبر انتهاكاً لجسد الإنسان لأنه يعرض صورة عارية تماماً للمتعرض للأشعة. بحيث أرسلت هيئة بريطانية لحقوق الإنسان رسالة تعترض فيها على الإجراءات، التي سمّوها بالتجاوزات، لكن متحدثاً أمنياً قال إن هذه الإجراءات أصبحت ضرورية، بحسب موقع ''أجورا'' الإخباري.