احتدم جدل قانوني وأخلاقي كبير في بريطانيا حول أجهزة ''السكانير'' المتطورة المزمع تجهيز المطارات بها، وسط اتهامات من منظمات حقوقية بأن هذه الأجهزة ''تعرّي المسافرين إلكترونيا''! واحتدم الجدل بعد إعلان وزير الداخلية البريطاني، ألان جونسون، أمس، أنه سيتم تجهيز مطار هيثرو ب ''سكانير'' حوالي ثلاثة أسابيع، وأن قانونا يحدد أخلاقيات الاستخدام سيصدر تزامنا مع إدخال هذه الأجهزة• وقال جونسون: ''لدينا النية في إدخال المزيد من أجهزة المسح الضوئي للأجسام''، موضحا لمجلس العموم أن الإجراءات الجديدة جاءت لتعزيز الرقابة الأمنية على المطارات ردا على محاولة تفجير طائرة أمريكية في 25 ديسمبر الماضي• وأضاف جونسون أنه سيتم ''فرض تدريجيا استخدام الأجهزة على نطاق أوسع، وتجهيز كافة مطارات المملكة المتحدة بأجهزة رصد أثر المتفجرات بنهاية العام''• وأوضح أن موظفي المطارات البريطانية باشروا بتلقي دورات تدريبية لرصد المسافرين الذين قد يشكلون تهديدا• وقال الوزير البريطاني إن عددا إضافيا من المسافرين سيخضعون للتفتيش الجسدي، كما سيتم تفتيش المزيد من حقائب اليد• وسيتم تعزيز الرقابة بواسطة الفيديو على مسافري العبور (ترانزيت) بالإضافة إلى استخدام الكلاب المدربة على تقفي أثر المتفجرات• وسيترافق تعميم أجهزة ''السكانير'' مع إعداد قانون لأخلاقيات المهنة مخصص لموظفي المطارات في البلاد، مع الأخذ في الاعتبار الانتقادات التي تشير إلى إمكانية التلصص وخرق القوانين التي تحرم إباحية الأطفال وتسيء الاستخدام• وكانت وزارة النقل البريطانية ذكرت أن قيودا وضعت لمنع العاملين على أجهزة المسح الضوئي من رؤية الأشخاص أو معرفة أسمائهم وحذف الصور بشكل فوري• وكانت منظمات عدة للدفاع عن حقوق الإنسان أبدت خشيتها من إمكانية نشر صور الأطفال والمشاهير على شبكة الأنترنت• واعتبرت منظمة ''أكشن أون رايتس فور تشيلدرن'' أن أجهزة السكانير تشكل خرقا لقانون حماية الأطفال المعتمد العام .1978 كما حذرت منظمة ''ليبرتي'' للدفاع عن حقوق الإنسان ما أسمته ''تعرية إلكترونية''• وذكرت الصحافة البريطانية أن إدخال أجهزة السكانير إلى مطار مانشستر (شمال غرب بريطانيا) لم يكن ممكنا في ديسمبر الماضي إلا بعد استثناء المسافرين دون 18 عاما•