في حدود الساعة 10:54 من يوم الخميس الماضي اغتيل العقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني الجزائري على يد مسؤول أمني، أطلق عليه النار أرداه قتيلا في مكتبه. وقال بيان وزارة الداخلية والجماعات المحلية، إن الجاني قام بعد أن قتل مدير الأمن الوطني بتوجيه السلاح إلى نفسه، في محاولة للانتحار، بيد أنه أصيب بجروح خطيرة، ونقل إلى المستشفى في حالة حرجة. وقالت مصادر متطابقة، إن العقيد تونسي كان يعقد اجتماعا رفيع المستوى، ضم المديرين المركزيين للأمن الوطني، داخل قاعة واسعة، قبل أن تتطور مشادة كلامية بينه وبين الجاني، ما دفع هذا الأخير إلى سحب سلاحه وتوجيه 5 طلقات نارية للعقيد تونسي. وأضافت المصادر ذاتها، أن العقيد تونسي كان قد اتخذ قرارا بإقالة الجاني من منصبه كقائد لفرقة طياري المروحيات التابعة للشرطة بسبب الاشتباه في تورطه في قضايا فساد. وأعلنت وزارة الداخلية رسميا أن العقيد تونسي فارق الحياة في مقر الإدارة العامة للأمن الوطني بالعاصمة برصاص مسؤول بالشرطة أصيب بنوبة جنون. وذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية: ''علي تونسي توفي الخميس في جلسة عمل قام خلالها أحد كوادر الشرطة، يبدو أنه قد تعرض لنوبة جنون، باستعمال سلاحه حيث أردى العقيد علي تونسي قتيلاس. وكان مصدر أمني قد أدلى بتصريحات في وقت سابق مفادها بأن العقيد تونسي الذي يشغل منصب مدير الأمن الوطني الجزائري منذ أكثر من 15 سنة قتل بالرصاص داخل مكتبه على يدي مسؤول كبير في الشرطة دخل معه في مشادة. وقال المصدر: ''هذا الرجل كان تعيسا، أخرج مسدسه وأطلق منه النار''. وزاد قائلا: ''إن ضباط الشرطة الذين كانوا على مقربة منه ردوا بإطلاق النار. ولم يشر بيان وزارة الداخلية إلى إطلاق ضباط الشرطة النار ردا على إطلاقها على العقيد تونسي. وتفيد مصادر على صلة بالموضوع، أن اغتيال العقيد تونسي لا علاقة له بالإرهاب، وإنه تم في اجتماع أعلن فيه مدير الأمن الوطني الجزائري عن إنهاء مهام أحد مساعديه، فرد الأخير بإطلاق النار عليه، وأرداه قتيلا. وأضاف بيان وزارة الداخلية ''أمام هذا المصاب الجلل يقدم وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني تعازيه الخالصة، ويعرب عن تعاطفه العميق مع أسرة الفقيد وكافة أفراد سلك الأمن الوطني، ويبرز الروح الوطنية التي كان يتسم بها الفقيد، رفيق السلاح والإطار(الكادر) الشجاع، الذي أفنى حياته لخدمة الوطن ومكافحة الإرهاب طوال السنوات ال16 الماضية وعصرنة الأمن الوطني. ودعا وزير الداخلية ''كافة مستخدمي المديرية العامة للأمن الوطني للحفاظ على الحركية التي باشرها الفقيد في مهامهم بما يخدم مؤسسات الجمهورية''. وتم فتح تحقيق قضائي ''لتحديد ملابسات هذا الحدث الأليم''، حسب البيان ذاته. بأن العقيد تونسي قتل برصاص شعيب أولطاش، وهو عقيد متقاعد كان يشغل منصب رئيس الوحدة الجوية للأمن الوطني .