أغتيل صباح اليوم الخميس، العقيد على تونسي، المدير العام للأمن الوطني في مكتبه بمقر المديرية العامة للأمن، بباب الوادي بالعاصمة، من طرف إطار في جهاز الأمن الوطني. وقال بيان لوزارة الداخلية أن العقيد علي تونسي لقي حتفه صباح الخميس على الساعة العاشرة و45 دقيقة، متأثرا بجروح إثر إصابته برصاص مسدس، أطلقه إطار بجهاز الشرطة، كان يمثل أمام المدير العام للأمن الوطني في جلسة عمل، قبل أن يصاب الجاني بنوبة جنون، حسب بيان الوزارة. وأضاف البيان الذي جاء مقتضبا ولم يكشف عن هوية الجاني، أن هذا الأخير قام بعد جريمته بإطلاق النار على نفسه، ليُصاب بجروح خطيرة، نُقل على إثرها إلى المستشفى. وفي نفس السياق، قالت مصادر مطلعة ل"النهار" إن الجاني وهو رئيس الوحدة الجوية للأمن الوطني بالدار البيضاء، العقيد المتقاعد أولطاش، الذي كان الشهيد علي تونسي قد أمر بتجميد مهامه على رأس الوحدة الجوية، على خلفية اكتشاف صفقات مشبوهة تتعلق باقتناء أجهزة للإعلام الآلي والاتصالات، باسم المديرية العامة للأمن، مثلما أوردته "النهار" في عددها الصادر اليوم الخميس. ويعتبر الفقيد، الشهيد على تونسي، من بين أبرز إطارات الجيل الأول في الجيش الوطني الشعبي، حيث خدم في جهاز الأمن العسكري بعد الاستقلال، رفقة نخبة من رجال المخابرات الجزائرية، قبل أن يُحال على التقاعد، ليتم تعيينه في عام 1994 في منصب المدير العام للأمن الوطني خلفا للمدير السابق محمد واضح. وقد نجح الشهيد علي تونسي، المعروف أيضا باسم "سي الغوثي"، وهو الاسم الحركي الذي رافقه منذ ثورة التحرير، عندما كان مجاهدا في صفوف جيش التحرير في منطقة الغرب الجزائري، التحق فيما بعد بجهاز مخابرات الثورة المعروف باسم "مالغ"، في تحديث جهاز الشرطة وعصرنته لمواكبة التطورات الحاصلة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة. بيان وزارة الداخلية و الجماعات المحلية اصدرت وزارة الداخلية و الجماعات المحلية اليوم الخميس البيان التالي: "تلقى وزير الدولة وزير الداخلية و الجماعات المحلية ببالغ الحزن و الأسى اليوم الخميس على الساعة 10:45 نبأ وفاة السيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني. " لقد توفي السيد علي تونسي خلال جلسة عمل قام خلالها أحد إطارات الشرطة يبدو أنه قد تعرض لنوبة جنون باستعمال سلاحه و أردى العقيد علي تونسي قتيلا قبل أن يوجه السلاح صوب نفسه ليصاب بجروح خطيرة و نقل إثرها إلى المستشفى. "و أمام هذا المصاب الجلل يقدم وزير الدولة وزير الداخلية و الجماعات المحلية، تعازيه الخالصة ويعرب عن تعاطفه العميق مع أسرة الفقيد و كافة أفراد سلك الأمن الوطني و يبرز الروح الوطنية التي كان يتسم بها الفقيد علي تونسي رفيق السلاح و الإطار الشجاع الذي أفنى حياته لخدمة الوطن ومكافحة الإرهاب طوال السنوات الستة عشر الماضية و عصرنة الأمن الوطني. "ويدعو وزير الدولة وزير الداخلية و الجماعات المحلية، كافة مستخدمي المديرية العامة للأمن الوطني للحفاط على الحركية التي باشرها الفقيد في مهامهم بما يخدم مؤسسات الجمهورية . "و لقد فتح تحقيق قضائي لتحديد ملابسات هذا الحدث الأليم". مقال النهار الذي تناول تجميد مهام الجاني والذي نشر اليوم في الجريدة