لم نعد نفهم تماما ما الذي تريده الموقرة ''أمريكا'' بالتحديد من وراء شنها لحربها ضد الإرهاب، إن لم يكن القضاء الفعلي على الإرهاب والإرهابيين وتتبع الذين يوردوه ب ''المال والدلال''، أمريكا التي لم يعد يكفيها خلط الحابل بالنابل، و''شعبان في رمضان''، صارت تهذي بعدما رسمت قانونا يقضي بمعاقبة بضعة فضائيات تعتقد أنها تمس بكيانها وأمنها. الغريب ليس في القانون ولا في العقوبة المرتقب تسليطها على كل من يخالف ''أمريكا الموقرة''، لكن الغريب تماما في هذيان أمريكا وإمعانها في هذا الهذيان غير المجدي، هو إدراجها للجزائر ضمن قائمة 19 دولة عربية تشك '' أمنا أمريكا'' أن قنواتها الفضائية تروج لأفكار إرهابية ضدها...، كيف وعلى أي أساس هذا ما يثير الاستغراب فعلا.... ونتساءل هنا، هل تمتلك الجزائر فعلا لهذا النوع من الفضائيات وهي التي لم تتم بعد فرحتها بمواليدها الجدد من قنوات فضائيات تم تدشينها منذ فترة، تكاد لا تختلف في مجملها تماما عن القناة الأرضية ''اليتيمة''، التي يدرك الجميع مضمونها، واعتدالها في التطرق إلى الأخبار الدولية.... ضم الجزائر إلى قائمة الدول العربية ال ,19 التي تقودها مصر بحكم إشرافها على قمر ''نايل سات''، ليس بالأمر الخطير إذا ما علمنا كذلك أن قائمة الفضائيات المهددة بالعقاب، لم تكد تنسى أي دولة عربية إلا وأدرجتها فكما يقال إذا عمت خفت، فمن البحرين إلى الكويت إلى تونس وليبيا، ومنها المغرب والأردن وحتى السعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة و''زيد يا بوزيدس... هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على درجة الهذيان والضياع الذي تغرق فيه أمريكا، التي جعلت الجميع ضدها، بعدما صارت تتصور بأن '' الحاج موسى موسى الحاج'' ، ولا فرق بين دولة وأخرى... أمريكا التي لم تكتف بإدراج دول بعينها في الشرق الأوسط على لائحة الإرهاب على مدار السنوات السابقة تمهيدا لفرض المزيد من العقوبات وتضييق الخناق، صارت اليوم تبحث عن تقليم أظافر أي مواجهة معها بمشروع قانون الفضائيات الراعية للعنف، فأن تضوع قناة ''الأقصى'' التابعة لحركة حماس الفلسطينية أو ''المنار'' لحزب الله اللبناني على لائحتها قد يكون أمرا مقبولا إلى حد ما وإن كانت هذه الفضائيات الموسومة تسعى إلى ضمان الأخبار والمعلومات لمجتمعاتها لا أقل ولا أكثر، لكن أن توضع فضائيات الجزائر على اللائحة فهذا هو ''الهبال'' بعينه.... أمريكا اليوم وأكثر من أي وقت مضى وهي تروض باقاتنا الفضائية، تحلينا لا محال إلى إجبارية متابعة فضائيات ''الشطيح والرديح'' دونما سواها، في زمن صار فيه تناول الأخبار محظورا علينا، وإلا فكيف نفسر نتائج آخر تقرير تبناه اتحاد إذاعات الدول العربية الذي أثبت أن القنوات الإخبارية هي الأقل حضورا وحظوظا عند الجمهور العربي بينما تنفرد قنوات ''على ما تفرج'' بأعلى نسبة مشاهدة.