أصبح غياب الأمن أكبر هاجس يلاحق التجار وأصحاب باخرات الصيد وبحارة ميناء بوهارون بتيبازة، بعد التجاوزات التي يقوم بها الكثير من المنحرفين واللصوص الذين يقومون بسرقة أموال وممتلكات تجار السمك القادمين من الولايات الداخلية والبعيدة لانتظار رسو باخرات الصيد المحملة بالأسماك من أجل شرائها وتوزيعها في الولايات الداخلية. هذه الوضعية أدت إلى عزوف وهجرة الكثير من التجار لميناء بوهارون الذي يعد من أشهر الموانئ الجزائرية في صيد وتوزيع السمك. وتغيير وجهتهم نحو موانئ أخرى أكثر أمنا كميناء بني صاف ومستغانم وتنس، وما سهل من مهمة اللصوص في اختراق الميناء ليلا هو افتقاره لسياج عبر كل المداخل والجوانب، رغم إنجاز مؤسسة تسيير موانئ الجزائر وحدة بوهارون لسياج حديدي وتخصيص 12عونا عموميا،غير أن اللصوص والباعة الفوضويين قاموا بتهديدهم في حالة اعتراض سبيلهم أو التبليغ عنهم، مثلما شهده الجدار الذي تم إنجازه خلال الشهور المنصرمة في المدخل الشرقي للميناء الذي هدمه اللصوص والباعة الفوضويين ليتعرض بذلك عمال المؤسسة للتهديد بالقتل عندما باشروا عملية إعادة إنجازه. هذا وطالبت إدارة مؤسسة تسيير الموانئ من مصالح الدرك الوطني والشرطة أن تساعدها في تحقيق الأمن داخل الميناء نظرا لنقص الكفاءة الأمنية لأعوانها غير المسلحين، ولتدارك هذا العجز في التغطية الأمنية اللازمة خصصت المؤسسة ميزانية لإنجاز سياج في المدخل الغربي وهو المدخل الرئيسي، غير أنه بدون نظام مراقبة، حيث تدخل سيارات محبي الشواء وغيرها من قاصدي الميناء وهوما يشكل خطرا على الميناء والممتلكات التي يحتويها، خاصة بعد ازدياد قوارب الصيد بأعداد كبيرة معظمها تدخل في إطار برنامج دعم الدولة وتشغيل الشباب. وفي نفس السياق تسعى المؤسسة لتحسين الإنارة العمومية داخل الميناء وفي جميع مداخله وتكثيف دوريات أعوان الأمن خلال 24ساعة، عن طريق تخصيص ميزانية خاصة، إضافة إلى تخصيص حملات لتنظيف الميناء وتهيئته. وفي إطارمماثل أكدت مصادر مطلعة ل '' الحوار '' بأن إدارة المؤسسة ستخصص خلال الصيف القادم غلافا ماليا لإنجاز السياج من المدخل الرئيسي وستخصص غلافا ماليا آخر لغلق المنافذ الفوضوية التي يستعملها التجار غير الشرعيين واللصوص بالجهة الشرقية، كما طالبت مؤسسة تسيير ميناء بوهارون من المؤسسة الأم أي مؤسسة تسيير ميناء الجزائر منح ميزانية معتبرة وتخصيص مبالغ مالية خلال هذه السنة لاستكمال تسييج كل الميناء وتحقيق الأمن في كامل أرجاء الميناء. ومن جهة أخرى نفى مدير الصيد لولاية تيبازة ماتروجه بعض الأطراف عن انعدام الأمن وعزوف التجار الكبار عن القدوم للميناء من أجل شراء السمك، موضحا في ذلك أن الأمن مسؤولية الجميع ويتحقق ذلك عن طريق التنسيق بينها وليست مسؤولية مديرية الصيد أو مؤسسة تسيير الموانىء، مشيرا إلى أن الفوضى الحاصلة حاليا في الميناء سببها الرئيسي هو التوافد الكبير لأصحاب السيارات الذين يقصدون المطاعم الموجودة داخل الميناء، مؤكدا بهذا الشان أن مصالحه ستعمل على تنظيم الميناء وذلك بغلق هذه المطاعم وتحويلها إلى خارج الميناء. وقد اجتمعت إدارة مؤسسة تسيير الموانئء باللجنة الأمنية الولائية خلال الشهر الفارط من أجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي يواجهه الميناء، وإيجاد السبل الكفيلة لتأمين الميناء من أجل تفادي عزوف التجار وهروبهم إلى موانئ أخرى، وذلك بالاستعانة بالمؤسسات الأمنية وإمكانية الاستعانة بالمؤسسات الخاصة بالحراسة والأمن في المستقبل القريب..