يتحدث اللاعب الدولي الإسباني الشهير إيفان الغيرا قلب صخرة دفاع النادي الملكي ريال مدريد في هذه المقابلة التي أجرتها معه ''الحوار'' في مخيم الداخلة الصحراوي الذي يبعد 140 كلم عن ولاية تندوف، عن أول مشاركة له في دعم الصحراويين في أرض اللجوء، واعدا بتكثيف الجهود في المجال الرياضي من أجل التعريف أكثر بنضال ومعاناة الصحراويين، حيث يؤكد أن الرياضة قد تنجح في إبلاغ الرسائل التي عجزت عن إيصالها الخطب السياسية، كما أنه يعد بجلب رياضيين آخرين مشهورين من أجل مقاسمة الشعب الصحراوي أفراحه وآلامه أيضا، مشددا على أن ذلك لن يتوقف إلا مع نيل هذا الشعب لاستقلاله التام، كما سألته ''الحوار'' عن رأيه في تأهل المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم، حيث أوضح أن الفريق الذي اجتاز الفريق المصري بذلك المسار الذي قطعه في التصفيات ينبئ بمستقبل كبير لهذا الفريق ويكشف عن قدرات كبيرة للاعبين الجزائريين.. وفيما يلي نص الحوار: بعد صولات وجولات مع واحد من أشهر وأقوى النوادي في العالم -ريال مدريد الإسباني- وفي أكبر الملاعب الأوروبية، شاهدناكم قبل لحظات تجرون الكرة في واحد من أفقر الملاعب هنا في مخيم الداخلة الصحراوي ما هو شعوركم وما هي رسالتكم؟. اللاعب الدولي الإسباني إيفان الغيرا: انطباعي جيد، خصوصا وأنها المرة الأولى التي أتواجد فيها في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وأشارك في مناسبة الماراتون ال 10 للصحراء الغربية الذي عرف حضور ومشاركة العديد من العدائين والشخصيات من الكثير من الدول، وكانت لي المناسبة في المشاركة أيضا في إسعاد الجمهور الصحراوي هنا بمخيم الداخلة وفي باقي المخيمات الأخرى.ورسالتي واضحة وهي أننا واقفون مع هذا الشعب إلى غاية أن نراه متحررا من الاستعمار وهذا مبدأ إنساني نحاول أن ندافع عنه رفقة أصدقائنا في الصحراء الغربية في جزئها المحتل وهنا في مخيمات اللاجئين الصحراويين. برأيكم هل أنت من مؤيدي من يقول إن الرياضة يمكن لها أن تؤدي ما تفشل فيه السياسة أحيانا؟ لقد قلتها في العديد من المرات وفي مختلف المناسبات التي أتيح لي الحديث فيها حول هذه المسألة، أن الشعب الصحراوي قد كافح طويلا وقد عانى كثيرا من أجل استرجاع كرامته وحريته، ولهذا فقد أتى كثيرون ومن العديد من البلدان من أجل دعم القضية الصحراوية، ونود نفض الغبار عليها وكذلك لضمان الاستمرارية في دعم هذه القضية العادلة، ولا شك في ذلك في كون الرياضي سواء كان لاعب كرة قدم أو ملاكما أو عداء أو فنانا سيعمل جاهدا من أجل إيصال فكرة التواصل مع جمهوره ولما لا مع ناديه وحتى مع السياسيين والمجتمع المدني من أجل أن يضع لبنة في سبيل وصول هؤلاء لهدفهم المتمثل في الاستقلال. وقد نجح الكثيرون في منح المساعدات للاجئين والمحتاجين رغم أنهم كانوا بعيدين عن السياسة، وربما كانوا يمثلون مؤسساتهم ونواديهم ومجتمعهم أحسن من أي أحد آخر. هل ستشاركون في أعمال خيرية لصالح الشعب الصحراوي، لاسيما وأنكم لاعب مشهور في أوروبا والعالم سبق له اللعب ضمن فريق ريال مدريد الاسباني؟. لقد حظيت باستقبال رائع هنا في الداخلة وفي باقي المخيمات التي حضرت بها أطوار الماراطون الدولي العاشر الذي جاب أغلب مخيمات اللاجئين الصحراويين، وقد كانت لي فرصة جيدة للإطلاع على مدى معاناة هؤلاء وطريقة عيشهم الصعبة رغم تلك المشاهد المؤثرة للإخاء والمحبة التي يقابلك بها الصحراويون والصحراويات وأطفالهم الصغار، وباعتقادي أن هناك الكثير من العمل الذي يمكن القيام به في هذا الإطار، لكن أنا لا أريد استباق الأحداث وسندون سوية مع أصدقائي كل صغيرة وكبيرة فيما يخص الاحتياجات الضرورية بالطفل والمرأة وكبار السن والمرضى بصفة خاصة. في هذه المقابلة الكروية الإنسانية التي شاركتم فيها لاعبا إلى جانب لاعبين صحراويين وآخرين من الجزائر، هل يملك اللاعب إيفان الغيرا نظرة على الكرة الجزائرية وهل يعلم أن الفريق الجزائري قد تأهل إلى كأس العالم التي سيشارك بها المنتخب الإسباني في جنوب إفريقيا؟. في الحقيقة فيما قبل كانت لديّ فكرة صغيرة عن الفريق الجزائري وذلك من خلال المشاركات السابقة في الكؤوس الإفريقية، لكن مع المقابلات الجيدة التي لعبها ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم وخصوصا اجتيازه لعقبة المنتخب المصري، أعتقد أن هذا المنتخب هو منتخب قوي وأعتقد أن الكرة الجزائرية سيكون لها مستقبلا كبيرا، لاسيما وأن كل المنتخبات الإفريقية قد تطورت في العقود الأخيرة وأصبحت تشكل صعوبة لكافة المنتخبات سواء الأوروبية أو الأمريكولاتينية وأتمنى له حظا وافرا في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا وأن يصل ويلعب أدوارا متقدمة.