أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد محمد عبد العزيز أن تفاؤل جبهة البوليزاريو إزاء موقف الإدارة الأمريكية لا زال قائما، بالنظر إلى المكاسب المتعددة التي حققتها القضية الصحراوية بفعل إسهام هذه الإدارة في تحريك المفاوضات غير المباشرة وكذا في تسريع وتيرة إنهاء الأزمة الإنسانية التي عانت منها الناشطة الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدر، كاشفا من جانب آخر بأن طرفي النزاع اتفقا على مواصلة جولة المفاوضات في تاريخ سيتم تحديده خلال زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في شهر مارس المقبل. واعتبر الرئيس الصحراوي الأمين العام لجبهة البوليساريو في لقاء مع الصحافة بمقر رئاسته بمخيمات اللاجئين أن فحوى المفاوضات غير المباشرة التي يجريها طرفا النزاع في قضية الصحراء الغربية تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك يمكن تقييمها بالإيجابية، على اعتبار أنها شملت الموافقة على مبدإ الاستمرار في المفاوضات من جهة وكذا تناولها لمسائل أكثر عمقا مما كانت عليه الأمور في السابق بفعل تحجر موقف الطرف المغربي من جهة أخرى، وأشار في هذا الصدد إلى أن ممثل الشعب الصحراوي في هذه المفاوضات والمتمثلة في جبهة البوليزاريو، وفضلا عن المسألة الجوهرية في المفاوضات المتعلقة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال استفتاء شعبي حر ونزيه وعادل، استطاعت التقدم إلى عمق القضايا الشائكة والانشغالات الأساسية للشعب الصحراوي على غرار مسألة الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ومسألة انتهاك الحكومة المغربية لقرار وقف إطلاق النار بداعي التسلح، كاشفا بأن موعد جلسة المفاوضات سيتم تحديده خلال الزيارة المرتقبة للسيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في شهر مارس المقبل. وبخصوص موقف الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس اوباما من النزاع في الصحراء الغربية، أوضح الرئيس الأمريكي أن تفاؤل جبهة البوليزاريو إزاء الموقف الأمريكي من القضية لازال قائما، لاسيما بفعل الدور البارز الذي لعبته هذه الإدارة في تحريك المفوضات غير المباشرة وتشجيعها المحسوس للمبعوث الاممي للإشراف على هذه المفاوضات على أساس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وكذا دورها الفاعل في الضغط من خلال الحركة التضامنية الواسعة من أجل إنهاء أزمة الناشطة الحقوقية الصحراوية أميناتو حيدر باستعادتها لحقها في العودة إلى ديارها واسترجاعها لوثائقها، وكل هذه العوامل تبعث كما أكده الرئيس الصحراوي على التفاؤل بموقف الإدارة الأمريكية الذي يمكن وصفه بالموقف البناء للقضية. وبالمناسبة جدد الأمين العام لجبهة البوليزاريو دعوته لتوسيع مهام هيئة المينورسو بالمنطقة تشتمل الدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها، معتبرا بأن هذه الهيئة تعد الهيئة الأممية الوحيدة التي لا تشمل مهامها رعاية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة بالرغم من الأبعاد الخطيرة التي اتخذتها الانتهاكات المستمرة للحكومة المغربية لمبادئ القانون الدولي، كما طالب الرئيس الصحراوي هيئة المينورسو بتنفيذ الالتزام بالمسألة الرئيسية والأصلية التي وجدت لأجلها وهي التحضير لاستفتاء تقرير المصير بالمنطقة وعدم الاكتفاء فقط بمراقبة وقف إطلاق النار. وفي حين استنكر سياسة الهروب إلى الأمام التي لازالت تنتهجها الحكومة المغربية من خلال اتهام الجزائر كلما أرادت هذه الحكومة إخفاء جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان بالمنطقة، مؤكدا بأن موقف الجزائر يبقى موقفا مشرفا على اعتبار انه انسجم مع مبادئ الأممالمتحدة ومع قرارات مجلس الامن الدولي ومحكمة العدل الدولية ومنظمة الاتحاد الإفريقي، سجل السيد محمد عبد العزيز إيجابية التصريح الأخير لوزير الشؤون الخارجية الإسباني السيد ميجيل انخيل موراتينوس، حول الامن والسلم في المنطقة غير انه ناشد في المقابل إسبانيا والاتحاد الاوروبي بصفة عامة تحمل المسؤولية كاملة في النزاع في الصحراء الغربية، لاسيما وان اسبانيا تعد السبب الرئيسي لوجود هذا النزاع أصلا "بعد ان باعت الصحراء الغربية للمغرب"، مشددا في هذا الإطار على ضرورة تصحيح اسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية لموقفها إزاء القضية الصحراوية مع التزام الحياد في النزاع ودعم استفتاء عادل وحر بالمنطقة يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مصيره بكل حرية وسيادة، وبذلك يضيف الرئيس الصحراوي ستكون أسبانيا وأوروبا قد ساهمتا بشكل إيجابي في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد ساهمتا في بناء مغرب عربي مستقر ومستقبل واعد لعلاقة المنطقة بالجارة أوروبا. وفي تقييمه لما وصلت إليه القضية الصحراوية على مستوى الرأي العام الدولي أكد السيد محمد عبد العزيز أنه بالرغم من عامل الزمن وامتناع المجتمع الدولي عن الضغط بشكل فاعل على النظام المغربي لحمله على الانصياع للشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، فإن القضية الصحراوية تبقى واضحة وتمثل قضية تصفية استعمار، وهي قضية معترف بها من قبل كل الهيئات الدولية والجهوية، مع تواجد هيئة المينورسو المكلفة بتأطير عملية مراقبة النزاع، ووجود مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وطرح القضايا للدراسة بصفة دورية، مع عرضها في شهر أفريل القادم على اللجنة الأممية لحقوق الإنسان، واحتلالها أولوية أجندة القضايا الدولية على مستوى الهيئات الأممية، وكل هذه العوامل تعتبر حسب الرئيس الصحراوي، إدانة غير مباشرة للموقف المغربي لتعنته المستمر في هذه القضية. كما جدد السيد محمد عبد العزيز دعوته للمجتمع الدولي للضغط على النظام البوليسي المغربي من اجل الكف عن سياسته القمعية التي تستهدف كل الصحراويين في الأراضي المحتلة وفي مقدمتهم الحقوقيون السبعة الذين تم اعتقالهم بعد زيارتهم لمخيمات اللاجئين بتندوف والمهددين بنقلهم من سجن سلا إلى المحكمة العسكرية، وكذا الأسرى الصحراويين القابعين في السجون المغربية الأخرى. للاشارة فقد اختتمت أمس بمخيمات اللاجئين بتندوف فعاليات ماراتون الصحراء بتنظيم حفل توزيع الجوائز على الفائزين في كل السباقات التي شملتها التظاهرة المنظمة بمناسبة العيد الوطني ال34 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وشمل التكريم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا الأطفال الدراجين الذين تسابقوا صباح امس داخل مخيم السمارة، علاوة على تكريم اللاعب الدولي الإسباني ومدلل النادي الملكي ريال مدريد الذي شارك في الماراتون لأول مرة ووعد في كلمة مقتضبة خلال الحفل بالعودة إلى المخيمات والمشاركة في تظاهرات مماثلة في المستقبل، تضامنا مع الشعب الصحراوي ونصرة لقضيته العادلة والمشروعة. كما تم على هامش الحفل أيضا تدشين الإذاعة والتلفزيون الجهويين للسمارة وتوقيع اتفاقية تعاون في المجال الرياضي بين كتابة الدولة الصحراوية للرياضة والاتحاد الإيطالي للرياضة الشعبية، وتمت بالمناسبة أيضا مباشرة مباحثات بين كتابة الدولة الصحراوية للرياضة والاتحاد النيجيري لألعاب القوى على تعزيز التعاون والتبادل في المجال الرياضي. من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف: م.بوسلان