تسعى المؤسسة الحاكمة في المغرب وخصوصا مجموعة الشخصيات الكبيرة في مجال الأعمال والسياسة التي تهيمن على المؤسسة الملكية بإفقاد حزب العدالة والتنمية القوة وتوجيه المملكة إلى العلمانية. * وقال عبد الله باها وهو نائب رئيس حزب العدالة والتنمية انه إذا أغلقت السلطة باب المشاركة في وجه المعتدلين فإنها تعزز بذلك تيار العنف. وأضاف أن الإسلاميين الذين كانوا سينضمون إلى حزب العدالة والتنمية سيبحثون عن بدائل أخرى من بينها بدائل سيئة. * وقال عبد الرحيم باحسن، وهو محلل سياسي مغربي أن الإسلاميين يحظون بإعجاب مواطني المغرب الذين يريدون ديمقراطية على الطريقة الغربية لها مرجعية ثقافية إسلامية. * وأضاف أن الاختلاف مع الإسلاميين المهتمين بالإصلاح لا يبرر عزلهم وأن هذا لن يؤدي إلا إلى تعزيز المتطرفين. * وقال أحمد رضا بنشمسي رئيس تحرير صحيفة (تيلكيل) الليبرالية أن المخزن يهدف لضرب عصفورين بحجر واحد أي حشد الأحزاب السياسية في مواجهة خصم واحد وتعزيز مصداقيته في عيون الغرب بصفته مكافح لما سماه "الأصولية الإسلامية". * وتشير التحركات ضد حزب العدالة والتنمية إلى تغيير في الإستراتيجية لأنه كان في السابق حزبا في تيار المعارضة الرئيسي ويحظى بشعبية على الرغم من أنه كان مواليا قويا للملك. * ويقول قادة حزب الأصالة والمعاصرة الآن أن حزب العدالة والتنمية "حزب ظلامي" يحاول سرا تحويل المغرب إلى دولة إسلامية خالصة. * وقال مسؤول كبير في حزب الأصالة والمعاصرة أن الحزب مستعد للعمل مع كل الأحزاب باستثناء حزب العدالة والتنمية لأنه مختلف. * والمحللون السياسيون متأكدون من أن حزب الأصالة والمعاصرة يعتزم إقصاء حزب العدالة والتنمية عن الحكومة المقبلة. ويقولون أن قادة حزب الأصالة والمعاصرة وحلفاء ليبراليين وعلمانيين لهم سيشغلون المناصب الكبرى في الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية عام 2012. * وقال عبد الصمد بلكبير رئيس تحرير مجلة الملتقى الشهرية والأستاذ الجامعي في مراكش أن المخزن يكره الارتجال في السياسة فهم لا يريدون أن يواجهوا مفاجئات لذا يخططون للأمور قبلها بسنوات. * وقال محللون أن حزب الأصالة والمعاصرة يتبع إستراتيجية ذات شقين للحد من نفوذ حزب العدالة والتنمية فهو يصفه بأنه عدو للحقوق الفردية ويمنعه من تكوين ائتلاف مع أحزاب أخرى. * ويرى المحللون أن إعاقة التمدد السياسي لحزب العدالة والتنمية ستؤدي إلى ترسيخ تعاون المؤسسة المغربية مع الاتحاد الأوروبي الغني الذي منح المغرب "مكانة متقدمة" في العلاقات الثنائية عام 2008 . * وقال المحلل السياسي محمد ضريف أن المغرب حريص خلال العقد الثاني من حكم الملك محمد السادس على إظهار حداثة تؤكد على احترام الحقوق المدنية ولهذا السبب يكون المغرب بحاجة للاعبين سياسيين يتبنون ثقافة حديثة وغربية تسهل التعامل مع الغرب والمستثمرين. * وذكر مسؤولون في حزب العدالة والتنمية أنهم بدأوا بالفعل في الشعور بالتوتر وقال مصطفى الخلفي رئيس تحرير صحيفة التجديد اليومية ذات التوجه الإسلامي أن الحزب شعر بالتوتر والضغط غير المباشر عليه وقال أن هناك من يحاول تخريب علاقة الحزب بالقصر الملكي وأحزاب سياسية أخرى.