أجمع عدد من الفنانين الجزائريين على ضرورة الخروج من تلك الصورة النمطية في التعامل مع المرأة، والأخذ بعين الاعتبار الأشواط الكبيرة التي قطعتها في جميع المجالات، هذه الأخيرة التي طالما اعتبرت ذلك الكائن الضعيف المغلوب على أمره، مؤكدين في ذات السياق على احترام المرأة وتقدير دورها. ''الحوار'' استطلعت آراء الجنس الخشن من الفنانين حول الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وإن اختلفت وجهة نظرهم و طريقة تعبيرهم عن هذا اليوم إلا أنهم أشادوا بدور المرأة الجزائرية على وجه الخصوص سواء كانت أديبة مثقفة أو ربة بيت. مراد شعبان: المرأة هي أمي،أختي وزوجتي أكد الممثل التلفزيوني مراد شعبان أن المرأة الجزائرية اكبر من أن تختصر في يوم واحد من السنة، فهي الأم والأخت والزوجة ومن الخطأ - يقول مراد- أن نعتقد أن مجرد الاحتفال بهذا اليوم يعني أننا أوفينا المرأة حقها، خاصة أنها أصبحت اليوم تقف إلى جانب الرجل في مختلف المجالات واستطاعت أيضا أن تنتزع حقوقها عندما فرضت نفسها وأثبتت وجودها في مختلف ميادين الحياة. ومن جهة ثانية اعتبر مراد شعبان أن المرأة موجودة طيلة أيام السنة وليس في الثامن من مارس فحسب، وإذا كان من الضروري الاحتفال بهذا اليوم فهو من باب التذكير للبعض الذين قد ينسون أو يتناسون الدور الذي تلعبه المرأة سواء أكانت أما، أختا أو زوجة. وبالنسبة لي الاحتفال بهذا اليوم يأتي من باب التكريم أو الاعتراف بالجميل. مصطفى لعريبي: المرأة نجحت.. ولكن الواقع يفاجئنا أحيانا ويذهب الممثل مصطفى لعريبي إلى تاكيد راي مراد شعبان عندما قال ''إن تخصيص يوم واحد في السنة لا يكفى للاعتراف بفضل المرأة ودورها في المجتمع خاصة أنها اليوم استطاعت أن تحقق ذاتها وتفرض نفسها بقوة في جميع المجالات''. و في حديثه عن واقع المرأة في الجزائر قال لعريبي ''إن المرأة هي الوحيدة التي يمكنها أن تقيم وضعها. وإن كان الواقع في ظاهره قد يبين لنا أن المرأة استطاعت أن تتفوق علي نفسها في الكثير من المرات، إلا أن التعمق في الواقع قد يفاجئنا أحيانا ببعض التجاوزات الممارسة في حق المرأة. كمال بوعكاز: المرأة أصبحت تستعمل لسد الفراغ ليس أكثر الممثل الكوميدي كمال بوعكاز وبعيدا عن الخطاب الدبلوماسي الذي ذهب إليه بعض الفنانين اعتبر أن الحديث عن الاحتفال سابق لأوانه، مؤكدا انه ليس ضد فكرة الاحتفال وإنما من الأولى، حسب رأيه، أن نهتم بالمقابلات الودية التي يجريها منتخبنا الوطني في اطار مونديال 2010 وبعدها يكون الاحتفال بعيد المرأة له طعم آخر. وفي تقييمه لواقع المرأة في الجزائر أكد كمال بوعكاز انه لابد من الاقتناع ب''ان هناك عاملا مشتركا بين المرأة والرجل في تحقيق الأهداف وانه لا مجال للمقارنة بينهما لأنه لا يوجد مقياس تبنى عليه المقارنة وللأسف الشديد أصبحت المرأة اليوم تستعمل لسد الفراغ ليس أكثر''. الشاب يزيد: العشرية السوداء أيقظت فينا شعور الاعتراف بالمرأة أرجع الشاب يزيد أسباب اهتمامه باليوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن مارس من كل سنة إلى شجاعة المرأة الجزائرية التي أكسبتها هيبتها وقيمتها بين نظرائها في العالم، ومضى يقول ''حرائر الجزائر مشهود لهن بصرامتهن وجديتهن كيف لا وهن اللائي ناضلن وكافحن إلى جانب الرجل من أجل استرجاع السيادة الوطنية، من خلال كفاحها المرير ضد الاستعمار الفرنسي. وزاد فخري بها لما تكبدته من تضحيات جسام وتعرضها لحرب نفسية خانقة خلال العشرية السوداء وما أفرزته من أأزمات على جميع الأصعدة، ووقوفها إلى جانب أخيها الرجل للمساهمة في تأسيس مشروع جزائر المستقبل''. وأوضح يزيد ان ''الثامن مارس لا يعني احتفالا أو أن نمنح المرأة نصف يوم ونقول لها هذا هو حقك، إنما هو وقفة من أجل تقييم دور المرأة في تفعيل حركية المجتمع، يوم نقف فيه أيضا لمعرفة هل هذا الكائن الفاعل يتمتع فعلا بكامل حقوقه كما سنها الشرع والقانون''. أمين الزاوي: الأفضل الاعتراف بحق المواطنة للمرأة حتى تحقق ذاتها على صعيد مماثل أكد الدكتور والروائي أمين الزاوي '' لا أحد ينكر ما اكتسبته المرأة الجزائرية سواء على المستوى الثقافي أو التعليمي أو الاقتصادي، ولكن مع ذلك، يقول أمين، لايزال الجانب السياسي متخلفا في احتواء تجربة المرأة الجزائرية''. وأضاف الزاوي ''من المؤكد أن الكثير من المهن والحرف تأنثت في الجزائر من بينها الصحة والتعليم في جميع الأطوار وهذا يدل على أن مع كل ما يمكن أن يكون من نقائص على مستوى التكوين داخل هذه المهن المؤنثة ولكن في نهاية الأمر تكون الحالة إيجابية، بمعنى أن المرأة حققت حضورا اجتماعيا وتحقق أيضا استقلالية اقتصادية لأنه لا يمكن أن تكون المرأة كاملة الحقوق إلا إذا كانت لها استقلالية اقتصادية. وأعتقد أن ما تحاول الآن المرأة الجزائرية تحقيقه هو المواطنة إذ لا يمكن أن تكون هناك مساواة ولا احترام ولا تقدم في الحياة الاقتصادية والسياسية في غياب المواطنة. يجب علينا، خاصة على مستوى التعليم، أن ندافع ليس فقط على مستوى محو الأمية إنما على مستوى محو المواطنة. لأن المواطنة هي الطريق الوحيد للمرأة كي تحقق وجودها بشكل سليم وإيجابي. وبالنسبة ليوم الثامن مارس يجب أن لا يكون فقط يوما للاحتفال إنما يوم نقوم فيه بحوصلة، حوصلة تواجد المرأة داخل جميع الفضاءات''.