أبرزت ''بن جاب الله'' لدى مشاركتها في أشغال المائدة المستديرة بالملتقى الدولي ''بند الأوربية المحظية'' تحت رئاسة ''جيزيل حليمي'' المعروفة بنضالها إبان حرب التحرير بعدما كانت محامية للدفاع عن المجاهدة جميلة بوحيرد، الاهتمام الكبير والعناية الفائقة التي توليها الجزائر للمرأة على جميع الأصعدة انطلاقا من الجانب الاجتماعي والاقتصادي وصولا إلى الجانب القانوني مرورا بالثقافي والتربوي لما له من دور في توعية المرأة بحقوقها وواجباتها. 138 طالبة مقابل 100 طالب سجلت المرأة الجزائرية تقدما ملحوظا على كافة المستويات حسب ما أكدته الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي، موضحة أن نسبة تعليم الفتيات في المراحل الابتدائية من التعليم فاقت 50 بالمائة من نسبة الأطفال المتمدرسين الذين تقدر نسبتهم ب 97 بالمائة، وأن هذه النسبة المرتفعة في تعليم الفتيات تبرز جليا في التعليم العالي حيث نجد 138 طالبة تشغلن مقاعد الجامعة مقابل كل 100 طالب. وأضافت الوزيرة أن هذا الرقم ينعكس إيجابا على مجال التشغيل حيث باتت تشكل النساء ما نسبته 14 بالمائة من إجمالي الفئة النشطة من السكان، مع غياب التمييز بين الجنسين في القطاع العام في مسألة الأجور، ناهيك عن تمتع المرأة بجميع الحقوق التي ينص عليها القانون من ناحية العطل والعلاوات و العناية الصحية، فلقد تحدثت الوزيرة عن قطاع الصحة حيث ذكرت بالجهود التي تبذلها السلطات العمومية من أجل حماية الأمومة والطفولة والاستفادة من العناية الصحية مؤكدة أن 92 بالمائة من النساء يلدن اليوم في المستشفيات وأقسام الأمومة. تزايد التشريعات التي تخدم المرأة تطرقت ''سعاد بن جاب الله'' من ناحية أخرى إلى التغييرات التي سجلت في السنوات الأخيرة على الصعيد التشريعي، معتبرة إياها قد قطعت شوطا كبيرة في خطوات مضاعفة النصوص القانونية الخادمة لقضية المرأة مع تعديل قانون الأسرة والتعديل السابق لدستور1996 الذي يحمي مصالح المرأة وكذا تعديل قانون الجنسية ، معلقة على التعديل الأخير للدستور الذي يكرس المساواة ومشاركة المرأة في المناصب السياسية أنه جاء يدعم ويحافظ على حقوقها في التمثيل على مستوى الهيئات المنتخبة سيتجسد عن قريب في نص المادة 31 مكرر. وعلى المستوى المغاربي أشارت الوزيرة إلى العمل الذي تمت مباشرته منذ سنوات في إطار مجوعة ''مغرب عربي مساواة'' من خلال تقييم التشريعات المغاربية المتعلقة بالمرأة والخروج ب 100 إجراء لصالحها، مؤكدة على دور التربية وأهميته في ترقية المرأة لأن المرأة المتعلمة، كما قالت، تستطيع معرفة حقوقها وممارستها من خلال تمثيليتها أو عبر الآليات التنظيمية، وأوضحت ''بن جاب الله'' أن انشغالات المرأة الجزائرية والمغاربية والعربية بصفة عامة تختلف تماما عن انشغالات المرأة الأوروبية مشيرة إلى معاناة الجزائريات خلال العشرية السوداء في الوقت الذي كان فيه البلد معزولا في معركته ضد الإرهاب. المسنات الجزائريات أكثر حظا من الأوربيات أكدت الوزيرة ''بن جاب الله'' خلال مشاركتها في الندوة المنعقدة بباريس على مدار يومين، وأمام الانشغالات الأوربية المطروحة على ضرورة أخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الجغرافية في التعامل مع قضايا المرأة، وشاطرتها الرأي في هذا الصدد ''إليزابيث جيغو'' نائبة ووزيرة عدل سابقة حيث اعتبرت أن الأحرى بالأوروبيات التوصل إلى فهم أخواتهن من الضفة الأخرى لبحر المتوسط ذلك أن ثمة قيما يمكن الاستفادة منها إذ لا يحق للأوربيات فرض قيمهن على الأخريات بقدر ما عليهن الاستفادة من قيم ومبادئ المجتمعات والشعوب الأخرى مذكرة في هذا الإطار بموجة الحر في الصائفة الماضية التي خلفت 15000 ضحية من المسنين غالبيتهم نساء، حيث أن مشكلا كهذا لم يكن ليطرح في الجزائر أو دول المغرب العربي أو البلدان العربية ذلك أن المسنين بصفة عامة والمسنات بصفة خاصة تحظين بالتكفل من قبل ذويهم بفضل الحفاظ على العادات والتقاليد النابعة من خصوصية المنطقة.