تشير بعض الإحصائيات إلى أن 85 بالمئة من مرضى الربو من مختلف الأعمار، لا سيما الكبار منهم، يعانون من مشكل الحساسية الموسمية خاصة في فصل الربيع، الأمر الذي يؤدي بهم إلى أزمات تنفسية حادة تستدعي المكوث في المستشفى يسبب مرض الحساسية المنتشر بكثرة في بلادنا وخاصة في منطقة القبائل انزعاج وعدوانية لدى المصابين بها طيلة فصل الربيع، نظرا لانسداد أنوفهم، والعطس واحمرار الوجه، كما أن الأطفال لم يسلموا بدورهم من الحساسية حيث إن 40 بالمئة منهم في بيزي وزو مصابون بها، والتي تزيد حدة مع معاشرتهم للحيوانات الأليفة، وتظهر أعراضها بسيلان الأنف، عطس مستمر وانسداد في الأنف وإفرازات مائية بالإضافة إلى احتقان حاسة الشم والتنفس عن طريق الفم والتهاب على مستوى الحلق، والتي تنتشر عادة في بداية شهر ماي وتتواصل إلى غاية منتصف فصل الصيف، مما يحفز الجسم على إفراز “الهيستامين” المسبب لظهور أعراض الحساسية. وهنا عادة ما يلجأ الجسم إلى التخلص من الأجسام الغريبة التي تدخل في عملية فرز المواد المخاطية المغلفة. كما أن من بين أنواع الحساسية التي تصيب كثيرا أبناء المنطقة في فصل الربيع، نجد ظهور بقعات على الجلد التي تكون عادة مرتبطة بالحالة النفسية للشخص، وكذا الحساسية الغذائية نظرا لتغير النمط الغذائي دون مراعاة المقاييس الصحية الواجب اعتمادها، حيث يرفض الجهاز الهضمي بعض المواد الغذائية على غرار الموز والبيض وكذا السمك مع المكسرات كالفستق والجوز واللوز، وهي الحالة التي تصاحب الأطفال عادة على شكل إسهال ومغص معوي مرفوق بغثيان وصداع وتقيؤ، ضف إلى كل ذلك الحساسية الدوائية، الحساسية الاستنشاقية على غرار حساسية الدخان والأبخرة وأتربة المنزل. ومن أجل تجنب الإصابة بهذا المرض يوصي أطباء الجهاز التنفسي بتجنب غبار الطلع في أوج مراحل نموه، فضلا عن ذلك يجب التقليل زيارة الأماكن التي تنتشر فيها الأزهار والنباتات علما أن الطبيعة الجغرافية لتيزي وزو تساعد على انتشار هذا المرض، خاصة وأنها تتوفر على محمية جرجرة المصنفة عالميا، والتي تضم المئات من أصناف النباتات النادرة والأشجار وكذا الأزهار اليانعة. وفي ذات السياق، فإن أهم أنواع الحساسية المنتشرة بالمنطقة، نجد تلك المتعلقة بالأحوال الجوية والعواصف الترابية بفعل الرياح التي تساهم في تحويل حبوب اللقاح وانتشارها في الهواء، كما أنه وحسب دراسات ميدانية أقيمت مؤخرا، فإن الأكثر منها انتشارا حساسية وبر الحيوانات وريش الطيور، بالإضافة إلى بعض المأكولات كالبن وكذا حشرة الفراش التي تعتبر مصدرا أساسيا في الإصابة بالحساسية طوال العام.