سينطلق، صباح غد، بولاية سطيف، ملتقى العلامة الفضيل الورتيلاني احتفاء بالذكرى ال 51 لرحيله تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وسيتواصل هذا الملتقى الذي يحمل شعار ''بالعلم تستنير الأمة وتنهض'' إلى غاية الرابع عشر من شهر مارس الجاري، وسينشط الملتقى باحثون وأساتذة من مختلف جامعات الوطن، حيث سيتناولون خلال هذه الأيام ثلاثة محاور كبرى ''الدين والوطن واللغة في فكر الشيخ الورتيلاني، مفهوم الهوية والاستقلال في فكر الشيخ الورتيلاني أساليب تنويرالأمة ونهضتها. للتذكير ولد إبراهيم بن مصطفى الجزائري المعروف بالفضيل الورتيلاني في 2 جوان 1900م ببلدة بني ورتيلان بولاية سطيف، ومنها جاءت شهرته، فنشأ في أسرة متعلمة، ومثل غيره من طلبة العلم حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودرس علوم اللغة العربية على يد علماء بلدته، ثم انتقل إلى مدينة قسنطينة سنة 1928م حيث استكمل دراسته على يد العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، وفي مدرسة ابن باديس تلقى دروسه في التفسير والحديث والتاريخ الإسلامي، والأدب العربي. نزل الفضيل بفرنسا سنة 1936م ممثلا لجمعية العلماء المسلمين، وأقام في باريس، وبدأ نشاطه المكثف بهمة عالية، واتصل بالعمال والطلبة الجزائريين بفرنسا، وأخذ في إنشاء النوادي لتعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي ومحاربة الرذيلة والانحلال في أوساط المسلمين المقيمين بفرنسا، وقد أقلق هذا النشاط السلطات الفرنسية فضيقت على الورتيلاني حركته، وجاءته رسائل تهدده بالقتل، فاضطُّر إلى مغادرة فرنسا إلى إيطاليا ومنها إلى القاهرة، حيث آثر الانتساب إلى الأزهر فحصل على شهادته العالمية في كلية أصول الدين والشريعة الإسلامية سنة 1947م نزل الورتيلاني اليمن ونجح في توحيد صفوف المعارضة، وفي فيفري 1948م نجحت المعارضة في الوصول إلى الحكم بعد إزاحة الإمام يحيى. واتهم الورتيلاني بالمشاركة في محاولة انقلابية في اليمن فقبض عليه هناك ثم أفرج عنه مع من شملهم العفو فغادر اليمن، وتنقل في عدة دول أوروبية، ورفضت الدول العربية استقباله حتى وافقت لبنان على استقباله سرًا. اهتمامه بالقضايا الكبرى شغله عن نفسه فأدى ذلك إلى اعتلال صحته، وتعرُّضه لأمراض خطيرة، وواصل مشواره لينتقل إلى مثواه الأخير 12 من مارس 1959م بتركيا ، وبعد سنوات من الجهود، نقلت رفاته إلى مسقط رأسه بالجزائر.