تنقلنا مجلة ''الدراسات الإسلامية '' الصادرة مؤخرا عن المجلس الإسلامي الاعلى في عددها الحادي عشر الى الاندلس وحضارته الاسلامية الزاهية التي يظل قصر الحمراء في مدينة غرناطة ومسجد قرطبة وغيرهما من أهم المعالم المعمارية الشاهدة على رقي هذه الحضارة وازدهارها . تعود المجلة عبر 174 صفحة بالقارئ الى العهد الذي تلاحقت فيه الأفكار وتعايشت فيه الأديان ونمت المعارف والعلوم والفنون تحت الحكم الاسلامي حتى صارت الاندلس مضربا للمثل في التسامح الديني والتالف الاجتماعي. هذا ويقدم هذا العدد دراسة كتبها مفكر جزائري معروف عن واحد من رجال الأندلس الافذاذ وهو العالم والفيلسوف ''ابن رشد''، مع عرض المجلة بحثا عن الحوار الديني الذي ساد الحضارة الاندلسية مع تقديم بعض من ملامح التفاهم الحضاري الانساني الذي انتشر انذاك والذي قامت على اساسه مدينة لم نرق الى درجتها سابقا. ويتضمن هذا العدد ايضا دراسات اخرى كثيرة منها دراسة عن ''الاسرة في الاسلام''، وقراءة في كتاب ''الاتجاه الاسلامي في شعر محمد العيد ال خليفة''. هذا وتسلط المجلة الضوء على بعض الشخصيات الوطنية ودورها ومكانتها في العلم والاجتهاد أمثال العلامة ''عبد الرحمن الثعالبي''، مع التركيز على مالك بن نبي ونضاله الفكري الطويل بالاضافة الى شخصيات اخرى من علماء بني ورتيلان ''الشيخ المولود الحافظي نموذجا''. هذا وتتطرق المجلة الى مواضيع كثيرة ومتنوعة منها ''نصوص للتامل: الدين والعصبيات''، ''مقاصد الشريعة عند الامام عبد الحميد بن باديس''، ''الاسلام دين الله لا هو متطور.. ولا متحجر.. ولا طيع ومتغير''`