أعرب سكان حي ''الحفرة'' القصديري الواقع على مستوى بلدية وادي السمار عن استيائهم الشديد بسبب الظروف المعيشية التي يتخبطون فيها، خاصة وأن البيوت القصديرية التي يقطنون فيها تفتقر لأدنى متطلبات الحياة، مطالبين السلطات المحلية بضرورة الالتفات إليهم في أقرب الآجال، بعدما أكدوا لنا أن مصالح البلدية قد أدخلتهم في طي النسيان. وقد عدد السكان جملة من المشاكل التي يعانون منها، أولها البيوت الفوضوية التي ما لبثت أن تتسع رقعتها عبر المساحة الأرضية التي تقع على ضفة الوادي وخلف المفرغة العمومية للسمار، هذه الأراضي الزراعية التي غزاها السكان من مختلف جهات الوطن، إذ بلغ عدد ''البرارك'' بالحي المذكور أكثر من 1300 بيت قصديري، وهذا حسب ما أوضحه (محمد. ن) ممثل عن سكان هذا الحي، فبالإضافة إلى مشكل المياه الصالحة للشرب وغياب قنوات الصرف الصحي التي تكبد هؤلاء السكان مبالغ كبيرة لإنجازها على حسابهم الشخصي وسط أزقة الحي، يشكو قاطنو ''البرارك'' من كثرة انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة. .. والأخطار البيولوجية تهدد سلامة المواطنين كما لم يتوان السكان عن رصد معاناتهم التي زادت تفاقما، خاصة في ظل خطر الأوبئة والأمراض التي تحاصرهم من كل جهة بدءا بالرطوبة العالية التي تعم البيوت القصديرية وتسبب لهم عددا من الأمراض، حيث أكد عدد من سكان حي ''الحفرة'' الفوضوي إصابة فردين من كل أسرة على الأقل بأمراض الحساسية الشديدة، ناهيك عن تعرض بعض المقيمين بهذا الحي إلى الإصابة بمرض تلوث الدم بالميكروبات نتيجة التلوث البيئي، حيث تم تشييد عدد كبير من هذه البيوت على ضفاف وادي السمار. ويجدر الذكر أن هذا الوادي وما يحمله من قذارة يشكل خطرا كبيرا على الساكنين بمحاذاته، خاصة خلال فصل الصيف حيث تكثر الحشرات والحيوانات وكافة أنواع القوارض الخطرة التي تهاجم قاطني الحي كالأفاعي والعقارب. وحسب ما قاله (محمد. ن ) '' فإن الفئران والجرذان التي تظل تصول وتجول بأزقة الحي، بل وداخل المنازل عبر المجاري المائية التي بناها السكان بطريقة عشوائية، يكاد يكون من يوميات السكان صباحا ومساء''. فيما يتخوف هؤلاء المتضررون خلال فصل الشتاء من خطر فيضان الوادي المحاذي لهم جراء امتلائه عن آخره بمياه الأمطار، والتي قد تجرف معها الجميع، بالإضافة إلى المفرغة العمومية المتواجدة على مستوى البلدية وما ينبعث منها من روائح كريهة، يزداد ضررها كل ليلة عندما يقوم عمال هذه المزبلة بحرق القمامة التي يتصاعد دخانها الكثيف ويخنق السكان خاصة منهم المصابين بأمراض الصدر والحساسية، بل إنها تكون سببا في إصابة عدد آخر منهم بهذه الأمراض جراء الاختناق بهذه الروائح والغازات. ويضاف إلى هذه المشاكل الصحية الخطيرة التي يعاني منها هؤلاء خطر مادة القصدير والمعروفة بالأميونت التي تسببت في تحويل سكان مختلف البيوت القصديرية المتواجدة على مستوى بلديات العاصمة إلى مرضى مصابين بالربو.