وجهت جمعية نسمة للأطفال المعاقين ذهنيا نداءها إلى مصالح الضمان الاجتماعي للالتفات إلى هذه الفئة ومساعدة الجمعية على رسم الابتسامة على وجوه ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التفكير في حلول عملية قادرة على مساعدة أولياء الأطفال على إدماج أبنائهم في المحيط الاجتماعي بصورة لائقة. وفي انتظار تجسيد مشاريعها الثلاثة المتمثلة في فتح مراكز مختصة في التكوين المهني، والحد من تطور الإعاقة المبكرة تنتظر جمعية بسمة التفاتة المسؤولين إليها. أكدت السيدة كريمة شاهيد، عضو في جمعية ''بسمة'' للمعاقين ذهنيا، أن واقع هذه الشريحة صعب في المجتمع ويحتاج إلى التفاتة حقيقية من مختلف الجهات المسؤولة بصفة مباشرة أو غير مباشرة. عن هذه الشريحة، وعن المشاكل التي تعاني منها فئة المعاقين ذهنيا تقول مسؤولة الجمعية إنها ترتبط بالدرجة الأولى بعاملين، الأول يتعلق بالمنحة المقدرة ب 3 آلاف دج، والتي لا تتوافق مع متطلبات المعاق اليومية ولا أدويته ومصاريف علاجه، والثاني، حسب المسؤولة، راجع لعقلية المجتمع وطريقة تعامله مع هذه الفئة، حيث أكدت السيدة شاهيد أن طريقة معاملة المعاق تعد هي الأخرى مشكلة كبيرة في حياة المعاق الذي لا يستطيع أن يعيش دون مساعدة الآخرين، لأننا في مجتمع يفتقر إلى ثقافة مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة. ولهذه الأسباب دقت جمعية ''بسمة'' ناقوس الخطر لإعادة النظر في طرق التكفل بهذه الشريحة، من منطلق أن النشاطات التقليدية للجمعيات لم تعد مجدية، كما أن النشاط الجمعوي الأحادي لن يكون فاعلا دون التكتل لإنجاز مشاريع تدمج هذه الفئة اجتماعيا. وفيما يتعلق بأهم العوامل المسببة للإعاقة، أوضحت مسؤولة الجمعية أنها ترتبط غالبا بأسباب وراثية ومرضية، إضافة إلى حوادث العمل وحوادث المرور التي تسجل ارتفاعا كبيرا، لكن تبقى العوامل المرضية من أهم الأسباب، حيث إن الجهل يحول في العديد من المرات دون اكتشاف أمراض الأطفال، مما يؤدي إلى تطورها وبالتالي التسبب في إعاقة الشخص ومن هذا المنطلق تبرز أهمية استحداث قنوات إعلامية متخصصة تنقل حقائق عن أسباب وواقع الإعاقة. فتح مركز طبي للإعاقة الثقيلة ذكرت السيدة شاهيد أنه لغياب الثقافة الصحية لدى الكثير من الأسر الجزائرية فكرت الجمعية في فتح مركز بالقبة للحد من الإعاقة، من خلال التكفل بها مبكرا، حيث ينتظر أن يضم هذا المركز الذي يوجد في طور الإنجاز فريق عمل يتكون من أطباء نفسانيين، مختصين في علم النفس المعرفي واللغوي وأطباء مختصين في أمراض الأطفال. وحسب السيدة شاهيد فإن المركز سيستقبل الأطفال ذوي الإعاقة الثقيلة ممن تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، باعتبار أن العديد من الأمهات يجهلن طرق التكفل بالأبناء المصابين بهذا النوع من الإعاقة. وبخصوص مسألة التكفل بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، ترى السيدة شاهيد أن القوانين في بعض الدول، منها فرنسا، هي التي تحمي شريحة المعاقين، لكن هذا لا يعني أن الغرب أكثر إنسانية منا، إنما هو أكثر احتراما للقوانين منا وهذا الأمر يوجب على المجتمع المدني أن يناضل من أجل التطبيق الصارم للنصوص القانونية، والذي من شأنه أن يحول دون بقاء التكفل بهذه الفئة مرهونا بالمبادرات التضامنية.