تشمل تشكيلة السيدة بلعزري نصيرة أنواعا مختلفة من المنتوجات الحرفية العاصمية بين ألبسة تقليدية وأفرشة وحتى إكسسوارت وديكورات للبيت بالوان متنوعة، حافظت فيها على أصالة كل نوع. حيث عادت هذه الحرفية بكل من الكاراكو والبدرون ومحرمة الفتول إلى الواجهة منتشلة معها صنعة الشبيكة من النسيان، لتصبح بذلك الأفرشة المصنوعة من الشبيكة كما كانت عليه في الماضي إحدى أهم محتويات جهاز العروس، كما أعادت لها مكانتها حتى لدى غير المقبلات على الزواج، إذ تسبق سيدات تجاوزن العقد من الزواج، الفتيالت الشابات غلى محلات بلعزري لطلب هذا النوع من المفروشات. تجمع السيدة عزري في محلها الكائن بحي باب الواد العتيق كل ما هو مفروشات وإكسسوارات خاصة بالمنزل وبالعروس أيضا، في حين تخصص في محلها الكائن بالمركز التجاري لباش جراح الأزياء التقليدية العاصمية. الصناعة التقليدية كانت مفتاح الفتاة إلى عالم الزوجية استرجعت هذه الحرفية المتشبعة بالثقافة والتراث العاصمي، في لقاء خاص جمعها ب ''الحوار'' على هامش صالون الصناعات النسوية المتزامن مع الثامن من مارس من تنظيم جمعية ترقية الفتاة، ذكريات الزمن الماضي أين كانت تحرص كل امرأة من نساء العاصمة على تلقين بناتها نوعا معينا أو أكثر من الحرف أو الصناعات التقليدية منذ صغرها، وبالتالي تتعلم كل واحدة منهن في سن جد مبكرة وتتفنن مع مرور الوقت في صناعة وإعداد جهازها، فكانت كل فتاة في الماضي تحّضر جزء هاما من جهازها بيدها وتتباهى بصنعتها والدتها وخالاتها أمام الجارات والصديقات كنوع من عرض للزواج، علها تحظى بعريس من أبناء إحداهن أو أبناء معارفهن، بحيث كانت مهارة الفتاة في الطبخ والتنظيف إلى جانب مهارتها في إتقان حرفة تقليدية ما، مفتاحها إلى عالم الحياة الزوجية في ذلك الوقت، أما الآن فلقد ساهم التحضر والتقدم وخروج الفتيات غلى طلب العلم والعمل في اندثار هذه الحرف والتقاليد، قالت السيدة بلعزري. الشبيكة ... الصنعة التي عادت من وراء أسوار النسيان عادت صنعة الشبيكة، تقول السيدة نصيرة بلعزري إلى الوجود في السنوات الأخيرة فارضة نفسها على مستوى محلي الكائن مقره بباب الواد فبعدما كانت النساء عموما والمقبلات على الزواج خصوصا تقصدنني لاقتناء أغطية السرير والنابرون المصنوعة من الكروشي أو المطرز يدويا بغرزة الحساب أو غرزة الكروا، تحول الطلب إلى تلك المصنوعة من الشبيكة ، وتروح كل واحدة منهن تختار اللون الذي يتماشى وبقية جهازها أو مع مصابيح غرفة النوم أو حتى مع طلاء الغرفة أيضا، وتشدد على أن يتم إنجازها بدقة متناهية وفي الآجال المحددة. فأفرشة السرير نصنعها حسب الطلب وكذلك الوسائد الخاصة بالتصديرة، فيم نعرض جاهزا كل من المناديل والمروحيات والتلايق وجهاز الحمام. أما عن هذا النوع من الصنعة الذي يشبه إلى حد ما الكروشي بحيث تخلط الكثير من النساء الجاهلات للحرفة بين الاثنين فهو أكثر ترفا ورفاهية من الكروشي حيث كان ينم في الماضي عن المستوى الاجتماعي للفتاة وكذا عن ذوقها الرفيع، فيم لا يأخذ الكروشي وقتا وجهدا كبيرا في الصناعة فإن هذا الأخير يتطلب إمعانا ودقة أكبر، حيث يرسم الشكل المراد إنجازه على ورق التفصيل ''الباترون'' ثم تبدأ الحرفية في الخياطة فوقه بإبرة رفيعة وخيط أرفع، متخذة الوقت الكافي لذلك دون عجلة فأي خطأ صغير أو هفوة قد تؤدي إلى الإخلال بالشكل الرئيسي المراد الحصول عليه. وكل هذا يفسر بقاء أسعار هذا النوع من الصنعة جد مرتقعة مقارنة بتلك المصنوعة من الكروشي وتبدأ الجاهلات بالفرق بين الاثنين بمقارنة الأسعار مع الكروشي، كان تقول لنا إحداهن لقد وجدته في المحل المجاور بسعر أقل بكثير ونحن نحاول إفهامها وإقناعها بان ما شاهدته حتما هو مصنوع من الكروشي الرفيع الخيط والمنشا وليس من الشبيكة.