تعتزم المنظمة الوطنية للمجاهدين رفع دعوى قضائية على مستوى محكمة العدل الدولية ضد فرنسا، على خلفية الجرئم التي ارتكبتها خلال الحقبة الاستعمارية. وكشف السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين في مكالمة هاتفية مع '' الحوار '' عن اجتماع يتم عقده خلال شهر سبتمبرالمقبل، يضم أعضاء المنظمة وممثلي جمعية 8 ماي 45 ورجال قانون جزائريين ودوليين، للتباحث والتشاور حول الكيفية التي سيتم بها مقاضاة فرنسا لقاء جرائمها التي ارتكبتها خلال كل مراحل الاستعمار على مستوى محكمة العدل الدولية من تم تقديم اعتذاراتها. وقال السعيد عبادو '' إننا لن نتردد قط في رفع الدعوى القضائية ضد فرنسا على خلفية جرائمها التي ارتكبتها فترة الحقبة الاستعمارية، لكن قبل هذا يجب أن نعمد للتشاور والاطلاع على سير كل القضايا السابقة الدولية التي تعلقت بمحاكمة الدول لقاء جرائمها الاستعمارية '' ، مؤكدا حيازتهم على ملفات ووثائق تدين فرنسا الاستعمارية، '' التي سيتم فتحها ودراستها دراسة عميقة ودقيقة ومن تم إذا وافق المجتمعون في شهر سبتمبر رفع دعوى قضائية فإننا لا نتردد في ذلك '' ، يختم عبادو. ويرى الأمين العام للمنظمة أن عدم تقديم فرنسا اعتذاراتها للشعب الجزائري لقاء ما اقترفته، نابع عن تخوفها من فقدان سمعتها الدولية وليس مرتبطا بالعامل المادي على اعتبار تقديم الاعتذار يتبعه ضرورة تقديم التعويض المادي للضحايا. وقال عبادو في هذا السياق '' فرنسا متخوفة من أن تفقد سمعتها الدولية، سيما وأنها تدعي التحضر والدفاع عن حقوق الشعوب المستضعفين، فإذا ما أعلنت اعتذاراتها تكون قد رهنت سمعتها وأكدت للعالم أنها كانت مجرمة في تلك الحقبة الاستعمارية '' ، ليضيف '' ما زاد الطين بلة هو إقدامها على تمجيد الاستعمار في قانون 23 فيفري على أساس أنهم دخلوا للجزائر لأجل تكسير قيود التخلف وبسط معالم الحضارة والتمدن '' ، ملفتا إلى أن الاستعمار الفرنسي قمع وعذب وحوله إلى شعب أمي وجاهل. وأظهر المتحدث أن ضغط المجاهدين الجزائريين قد أثمر وحصد اعترافات بما اقترفوه في تلك المرحلة الاستعمارية، مثله على ذلك تصريحات الرئيس الفرنسي ساركوزي خلال زيارته، حيث أقر أن الاستعمار كان قمعيا وظالما، إلى جانب- يردف عبادو- اعترافات السفير الفرنسي عندما زار ولاية قالمة وأقر بالمجازر التي اقترفت في حق الشعب الجزائري، ليرى عبادو أن هذه الاعترافات دليل قاطع لنجاح مساعي المجاهدين، على أن المساعي - كما ذكر - تستدعي المواصلة على دربها إلى أن تقدم فرنسا اعتذاراتها الرسمية للشعب الجزائري على ما ارتكبوه من جرائم خلال الفترة الاستعمارية.