كشف سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين عن مشاورات قانونية حثيثة تجري هذا الأشهر الأخيرة، بين أعضاء منظمتهم ومؤرخين ومحامين جزائريين وكذا أجانب، لأجل الوقوف عند الوثائق والأدلة المساعدة على رفع دعوى قضائية على مستوى محكمة العدل الدولية ضد فرنسا، لقاء جرائمها التي اقترفتها إبان الحقبة الاستعمارية. وقال الأمين العام للمنظمة الوطنية في اتصال هاتفي ب ''الحوار'' إن المشاورات التي انطلقت في الأشهر الأخيرة بين مؤرخين وأعضاء من المنظمة ومحامين جزائريين وأجانب في خطواتها الأولى على اعتبار القضية كبيرة تستدعي وقتا طويلا لجمع كل الأدلة والقرائن التي من شأنها إدانة فرنسا لما اقترفته في الفترة الاستعمارية، مؤكدا أن المنظمة لن تتراجع عن قرار مقاضاة فرنسا الاستعمارية على مستوى المحاكم الدولية، ولن تتخلى عن حق الشعب الجزائري والشهداء والمجاهدين، مضيفا '' المنظمة لا ولن تتراجع أبدا عن قرار مقاضاة فرنسا مهما كانت الظروف". وأردف ''إن مسألة مقاضاة فرنسا لقاء جرائمها مسألة وقت فقط لأنها تحتاج إلى رجال قانون من الجزائر والخارج، وتستدعي أيضا إشراك المؤرخين على هذا الأساس تتطلب وقتا طويلا حتى تكون عارضة المقاضاة دقيقة". وجدد الأمين العام لمنظمة المجاهدين إلحاحه على ضرورة أن تعترف فرنسا بجرائمها المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية، وأن تقدم اعتذاراتها للشعب الجزائري وتقدم التعويضات المادية مثلما فعلت ايطاليا مع الجماهيرية الليبية، ملفتا إلى أن الجزائر دفعت ثمنا غاليا لأجل تحقيق الاستقلال. وفي السياق ذاته أبرز سعيد عبادو أنهم يرفضون مراجعة التاريخ الجزائري، بما في ذلك الأرقام المتعلقة بعدد شهداء الثورة التحريرية، قائلا '' لا أحد له حق التشكيك في عدد شهداء ثورة التحرير الجزائرية ''، ليضيف ''والعدد المعروف لدى الجميع هو مليون ونصف مليون شهيد، ولا يحتمل هذا الرقم أي نقاش أو جدال من أي جهة كانت".