جدد السعيد عبادو دعوته إلى فرنسا بضرورة الاعتراف بجرائمها التي ارتكبتها طيلة حقبتها الاستعمارية، إلى جانب تقديم التعويضات المالية والاعتذار، مثلما فعلت ايطاليا مع ليبيا. وأكد عبادو ل ''الحوار'' أن المنظمة الوطنية للمجاهدين لا تزال متمسكة بخيار الذهاب نحو مقاضاة فرنسا على جرائمها التي اقترفتها خلال الحقبة الاستعمارية على مستوى محكمة العدل الدولية، وأنهم في تشاور حثيث ومتواصل مع رجال قانون ومؤرخين جزائريين وفرنسيين لأجل إعداد العارضة القانونية وإحالتها على مستوى المحكمة الجنائية الدولية، ملفتا إلى أن المنظمة لن يهنأ لها بال حتى تفتك حق الجزائر من فرنسا بالاعتراف والاعتذار، وتقديم التعويضات المالية على اعتبار الجزائر ليست أقل شأنها من الدول التي عاشت ويلات الاستعمار. وأبرز الأمين عام للمنظمة ''إن موقف المنظمة ومبدأ مقاضاة فرنسا لا يزال قائما وثابتا كما أن إصرارنا على ضرورة اعترافها بجرائمها التي ارتكبتها في تلك الحقبة الاستعمارية و لا زلنا متمسكين بإلزامية تقديم اعتذاراتها وتعويضات مادية وهذا مطلب أكيد'' ليضيف '' إن الجزائر ليست أقل شأنا من الشعوب التي اعتذر لها، بل إننا كسائر الشعوب الأخرى التي طالبت بهذا الحق، خصوصا وأن القوانين الدولية شرعت هذا الحق''، مؤكدا أن المنظمة لديها كل الأدلة التي تدينها. وتساءل عن رفض فرنسا تقديم الاعتذار في الوقت الذي استفادت هي من هذا الحق ومن التعويض وتلح اليوم على تركيا لأجل أن تعتذر من الأرمن لقاء جرائمها، وقال عبادو ''إن حقنا في الاعتذار والاعتراف حق طبيعي لا يتعلق فقط بالمطلب المادي فالاستعمار نفسه جريمة ضد الإنسانية، وأمر غريب أن تعتدي دولة على دولة وأن تستعمرها لأنها قوية متسائلا ''بأي حق تفعل هذا؟ لماذا تنتقص دولة من قيمة الدولة؟ ليسترسل '' هذا حرام وغير معقول أن تستعمر الجزائر، هل لأن الفرنسيين كانوا في القرن 19 أقوياء ونحن كنا ضعفاء، إن اعتداء فرنسا لم يكن مجرد استعمار بدأ باحتلال ثم استيطان تم تحويل الجزائر إلى أرض فرنسية ثم الشروع في الإبادة الجماعية والفردية وتهديم الهوية وبناء الكنائس '' وخلص بالقول '' نحن نطالب بالاعتذار حتى لا تتكرر فكرة الاستعمار''.