كشفت مصادر مطلعة وموثوقة عن عودة مسلسل ندرة الأدوية الخاصة بمرضى السرطان في الجزائر، وأكدت ذات المصادر في تصريح خاص ل ''الحوار'' أن هذه الندرة متعلقة بسوء التسيير والتنظيم على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات PCH ، حيث يعاني المرضى المصابون بسرطان الثدي، الكلى، الدماغ والقولون من نقص منذ مدّة طويلة في دواء ''الأفستين''، وأوضحت مصادرنا ذات الإلمام بالمشكلة أن هذه الهيئة قامت باستقدام كمية قليلة جدا من هذا الدواء حيث توجد حاليا حسب مصادرنا على مستوى الصيدلية المركزية 800 عبوة فقط من دواء ''الأفستينس. ووزع جزء صغير منها على صيدلية مركز مكافحة السرطان بيير وماري كوري يتم تقسيمها بين المرضى القدماء فقط، علما أن هناك من الحالات من لاقت ربّها جراء عدم تلقيها هذا العلاج في الوقت المناسب. واتهمت نفس المصادر إدارة المركز بعدم إعطاء أهمية لتقديرات الأطباء ورؤساء المصالح لاحتياجات مصالحهم من الأدوية، وبدل أن يتم توجيه الميزانية لشراء الأدوية الضرورية تقوم، الهيئات المسؤولة عن التموين باقتناء أنواع أخرى من الأدوية نادرا جدا ما يحتاج لها المرضى، على غرار توجيه مبلغ مليار و200 مليون سنتيم لاقتناء 80 علبة فقط من نوع خاص جدا من الأدوية التي لا يحتاج لها الفريق الطبي سوف تنتهي صلاحيتها مطلع الشهر القادم. وإلى جانب هذه الإشكالية، كشفت مصادرنا أن مركز بيير وماري كوري ليس الوحيد الذي يعاني من ندرة الأدوية وسوء تسييرها، إذ يشتكي المركز الجهوي لمكافحة السرطان لتيزي وزو من انقطاع عن تزويده بمجموعة كبيرة من الأدوية نذكر منها سوتانت الخاص بسرطان الكلى، غسيلودا، تاكسول، ونيكسافار الخاص بسرطان الكبد والمقدر ثمنه ب 40 مليون سنتيم للعلبة الواحدة. وأكدت مصادر ''الحوار'' أن المرضى يعانون كثيرا جراء الممارسات غير الواعية لبعض اللمسؤولين، إذ أرجعت سبب وفاة 80 بالمائة منهم إلى الإهمال وليس إلى المرض في حدّ ذاته، وعليه تطالب هذه المصادر باسم المرضى السلطات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حدّ لمعاناتهم الناجمة عن الإهمال وسوء التسيير في تموين مراكز مكافحة السرطان بالأدوية.