يشارك ثلاثمائة حرفي عارض من بلدان إفريقية وأخرى آسيوية ودول أمريكا اللاتينية، ضمن فعاليات صالون الصناعات التقليدية والفنية في طبعته الخامسة عشرة بالجزائر، المقام بقصر المعارض ''سافيكس '' منذ 18 مارس الجاري، ويستمر إلى غاية ال 25 منه. والجزائر كانت حاضرة بحرفييها، وبشكل يضمن تمثيل مجموع الحرف على اختلافها لكافة مناطق البلد. تمت تهيئة أزيد من 300 جناح في إطار الصالون، وخصص منها الثلث للحرفيين الجزائريين، كما شهد الصالون مشاركة لأمريكا اللاتينية، من خلال الحرف البرازيلية التي شكلت إضافة جديدة إلى معرفة الزائر الجزائري المعروف بتعطشه إلى ثقافات أخرى، حتى يتسنى له اقتناء منحوتات خشبية، من صنع حرفيين من بوركينا فاصو وسلال من القصب لحرفيي الغابون، بالإضافة إلى حلي وفضيات وتحف خشبية منقوشة مزينة برموش نحاسية من صنع هندي. ما ميز معرض الصالون الدولي الخامس عشر للصناعات التقليدية والفنية، المقام حاليا بقصر المعارض، أن كافة النشاطات الخاصة بالصناعات التقليدية، من صناعة السلاسل والمجوهرات، النحت على الخشب، إلى جانب الزرابي والألبسة التقليدية والطرز وصناعة الجلود والفخار المعروضة بهذا المعرض هي للبيع، وسيبقى مفتوحا للجمهور العريض إلى غاية الخميس المقبل. حلي وفضيات هندية أبهرت أعين الجزائريات وتلهفن لاقتناء كل أنواعها كانت لنا فرصة الدخول إلى أحد أجنحة المعرض وهو الجناح الخاص بالهند، وهنا التقينا بالسيدة ''سينا '' وهي هندية الأصل، والتي كان لنا معها دردشة بخصوص المنتوجات هندية الأصل المعروضة. وما لاحظناه أن هذا الجناح شهد توافد وإقبال عدد كبير من الفتيات والسيدات الجزائريات على منتوجاتها المعروضة من أنواع الحلي والفضة التقليدية، وهي الأكثر شهرة وإتقانا. فصناعتها التقليدية المعصرنة، أبهرت أعين الزائرات بامتزاج أحجار كريمة وأخرى طبيعية، ملونة تتجانس ألوانها بألوان الذهبي والبرونزي مزينة بماسات وبأشكال مختلفة. وقد تنوعت ما بين السلاسل والخلاخل والخواتم والأقراط والحجول وغيرها من الأنواع، وهي الأنواع الملائمة لكل الفئات العمرية والمناسبات والأزياء ومع أنواع الفساتين وألوانها، وحتى سعرها في متناول الجميع ما بين 500 و5000 دينار، ما جعلهن يقتينن بلهفة كل نوع من أنواعها. وبخصوص هذا الموروث الهندي التقليدي، قالت لنا السيدة ''سينا'' إن هذه المصوغات وأنواع الحلي والفضيات المعروضة، ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الاجتماعية كالأعراس والأعياد، وهي إحدى أساسيات زينة المرأة الهندية في الزواج والمناسبات السعيدة، وهي تمثل قيمة اقتصادية للمجتمع الهندي، نظرا لكونها من الصناعات التي يعاد تصنيعها، موضحة أن هذه الحلي التي تمثل زينة المرأة تعتبر تكريسا لموروث بيئي واجتماعي يعتز به الهنديون، ''وفي وقتنا الحالي ورغم إدخال كثير من التجديد، إلا أننا لا نزال نحافظ عليها''. حرفة النقوش الخشبية الهندية كانت حاضرة هي الأخرى في أروقة المعرض يعكس فن النقش على الخشب باستثناء أعمال المجوهرات والفضيات، ذروة الأعمال الفنية في الهند. وتعتبر الأبواب المنقوشة ببراعة وبطريقة مزخرفة، سمة تميز كل مدينة وقرية هندية، سواء في المناطق الداخلية أو في مناطق الساحل. ولم يتلاش هذا الفن في الهند، حيث لايزال النقش على الخشب موجودا لتزيين الأبواب والسفن على حد سواء، ولم تتغير فيها طريقة هذه الحرفة أو الطراز الذي تستخدمه منذ عدة قرون. وغالبا ما تنقش على الأبواب آيات قرآنية كريمة وكذا التاريخ الذي تم نقشها فيه، فالتصاميم المنقوشة على الأبواب والنوافذ العليا هي تصاميم إسلامية متنوعة تعكس نماذج هندسية، أو أشكال أزهار، ويعتبر نقش الأزهار والأوراق من بين النماذج الأكثر شيوعا واشتهرت مدينة دلهي بها. وحسب ما أكده لنا السيد عبد الحكيم مسير الشركة الجزائرية ''فيليبا للاستيراد'' بزرالدة، التي تعمل بالتنسيق مع الشركة الهندية ''اندي كرافت'' ومقرها الموجود بمدينة دلهي بالهند، فإن شركتهم تعمل منذ 10 سنوات بالتنسيق معهم، في استيراد منتوجاتها الخشبية، والعمل على بيعها وعرضها بالمحلات بالجزائر، من أبواب منقوشة ونوافذ وطاولات مختلفة الأشكال والأحجام على غرار طاولة ''جيقوا''، الكراسي المنقوشة صينيات خشبية منقوشة،مشيرا إلى أن''اندي كرافت'' الهندية مشهورة بالصناعة اليدوية متقنة، وهي صناعة بالنقش على الخشب زائد وضع رموش من النحاس فوق الخشب، إضافة إلى وجود أنواع أخرى متمثلة في أفرشة قماشية وغيرها. هذا وأشار ذات المتحدث إلى ان المعرض يقام كل سنة بالجزائر، تكون منتوجات الشركة وأنواعها الخشبية المنقوشة حاضرة به، هذه الأخير تعرف إقبالا متزايدا على غرار منتوجات العارضين الآخرين بأروقة المعرض. وما ميز زوار هذا الرواق، تواجد عديد من المواطنين، أقبلوا على اقتناء أنواع من هذه الأدوات التي تتعلق بالماضي فتزينها يضفي الجمال البسيط، وفعلا هي منتوجات كان لها عشق كبير لدى السيدات الجزائريات فضلنها لكونها قديمة وتراثية للتغيير، حيث اقتنين منها بكثرة كالكراسي والطاولات وغيرها، خاصة أن أسعارها كانت مناسبة جدا وفي متناول الجميع، من حيث النوعية وحسب متطلبات الزبون. فأسعار الطاولات ب8000 دينار و3000 دينار، الكراسي ما بين 4500 و2500 دينار، والصينيات الخشبية المركبة من ثلاث قطع، فسعرها يتراوح ما بين 2000 و1000 دينار. البرازيليون يتفننون في صنع السبحة وأدوات الزينة بالكريستال والحلفاء إن صناعة الحلي في البرازيل هي الأخرى كانت حاضرة بالمعرض، هذه الأخيرة حازت على العديد من الجوائز الإبداعية نظراً لجودة صناعتها، واستعمال الحجر الكريم فيها، وهو نوع رفيع وخاص جدا، لا يوجد في العالم العربي ولا في العالم الأوروبي، اسمه ''كوار قرين برزيل''، وهي ماركة برازيلية تميزها عن باقي الدول، حيث يختصون في صنع ''السبحة'' فقط ولا يصنعون منها الخواتم ولا السلاسل، حيث أنهم يحترمين كل أعداد الأحجار الموجودة بسبحة المسلمين والتي عددها مائة حبة، وهي ما ميز معرض البرازيل في الجزائر عام .2010 وفي هذا الصدد أوضح لنا السيد ''اريوتون'' وهو صاحب شركة ''بيق بوس'' البرازيلية مختصة في صناعة المجوهرات والأحجار الكريمة، أنه قام بتعاقد مع سفير الجزائر في البرازيل وبالتنسيق مع السفير البرازيلي هنا في الجزائر ومع اتفاق مع معالي وزير الصناعات التقليدية السيد بن بادة. هذا وشرح لنا ذات المتحدث منتوجاتهم واختصاصاتهم وكذلك أعطى توضيحات فيما يخص نوع هذا الحجر الكريم ذي اللون الأخضر، حيث يوجد جبل واحد على مستوى العالم ببلد البرازيل اسمه ''ميستوا'' يضم هذه الأحجار الكريمة، إضافة لتوفره على أحجار كريستال ذاات لون أصلي، وبأحجامها الثلاثة من خشن، متوسط ورقيق، من مربعات مستطيلات، مكعبات وبكل الأنواع والأشكال وباختلاف الألوان الأصلية، وسعرها يتراوح ما بين عشرين وخمسين دولارا وما فوق، يعني حسب سوق الدولار في الجزائر وهنا نضع سعرا وسطا من أجل ميزانية السعر وقيمة الحاجة، وما لاحظه الزبائن على هذا الجناح أن سعر أحجار الكريستال وكذلك الحجر الكريم بنوعه الذي لا يوجد إلا في البرازيل، والأحجار الأخرى، هي أسعار في المتناول، من خلال الإقبال على اقتنائها بكثرة. هذا وضم الجناح البرازيلي قسما ثانيا لصناعة تقليدية يدوية برازيلية، من منحوتات خشبية، من صنع حرفيين من بوركينا فاسو، فيها سلاسل خشبية، أقراط خشبية وأساور لليد تضم أحجارا في قلبها، وهو نوع من الحلفاء طبيعية أصلية متواجدة في البرازيل، وهي تنبت مرة في السنة وتنزع في شهر سبتمبر، ولونها لا يزول وتبقى لسنوات عديدة، وكان هناك إقبال على هذه الأدوات من قبل جمهور المعرض والشراء من أنواعها، وخاصة أن أسعارها جد معقولة وغيرها، وبعض أدوات تزيين للمطبخ من سلال الخبز ومزهريات، وأدوات لوضع لوازم الخياطة أو لوضع المجوهرات سعرها يتراوح ما بين 1000 و1200 دينار، وكذلك فيها أنواع من الحقائب لليد مصنوعة بالحلفاء وبأقمشة وسعرها معقول لا يتجاوز 1000 دينار للحقيبة الواحدة.