يشارك أكثر من 200 حرفي ممثل لثلاثين بلدا إفريقيا ضمن فعاليات صالون الصناعات التقليدية في طبعته الأولى الذي انطلق بقصر الثقافة مفدى زكرياء، مبرزا جزءا كبيرا من الثقافة الإفريقية ومشكلا فسيفساء مميزة للصناعة التقليدية في القارة السمراء يعتبر الفن الإفريقي بمختلف ألوانه وأشكاله مرآة عاكسة للبيئة الإفريقية بمختلف مشاربها لاسيما في الديكورات والتحف والأزياء والحلي الإفريقية التقليدية. وقد رسمت الصناعة التقليدية الإفريقية على امتداد الصالون أشكالا مميزة لثقافات شعوب القارة السمراء. فالمتجول بين أجنحة المعرض يلحظ ذلك التنوع الكبير والتمازج الجميل بين مختلف الصناعات التقليدية التي تزخر بها القارة السمراء و قد ركز العارضون على إبراز عدة صناعات منها صناعة السلال والمجوهرات والنحت على الخشب إلى جانب الزرابي والألبسة التقليدية والطرز وصناعة الجلود والفخار. ومن أبرز القطع الفنية التي تشد انتباه الزبون الدمى الخشبية والمنحوتات العاجية والنحاسية واللوحات الفنية التذكارية التي تبرز بعض المناظر الطبيعية لإفريقيا منها شلالات فيكتوريا بزمبابوي والحيوانات المتوحشة المعروفة بغابات إفريقيا والحلي التقليدية التي تسترعي اهتمام الشباب ذكورا أو إناثا، إلى جانب عرض نماذج متنوعة من الأقنعة الإفريقية التي تستحوذ على قلوب الأطفال وحتى الكبار الذين يعتبرونها رمزا لكل الإفريقيين. ومن الجزائر تم انتقاء مجموعة من الحرفيين الجزائريين للمشاركة في هذه التظاهرة بشكل يضمن تمثيل مجموع الحرف على اختلافها لكافة مناطق البلاد، وقد تم تهيئة أزيد من 300 جناح في إطار هذا الصالون خصص منها الثلث للحرفيين الجزائريين الذين استطاعوا إبراز الثقافة الجزائرية والتقاليد التي تميز جزءا كبيرا من تراث الجزائر. وشهد الصالون مشاركة أمريكا اللاتينية من خلال الحرف البرازيلية التي ستشكل إضافة جديدة إلى معرفة الزائر الإفريقي المعروف بتعطشه إلى ثقافات أخرى، أما الدول الإفريقية فشهدت زيارات مكثفة للجمهور الجزائري الذي بدا متشوقا لمثل هذه المعارض التي تفتح لك المجال للسفر دون وثائق الى أدغال افريقيا والتعرف عن قرب على حضارة شعوب تربطنا بها القارة السمراء. وسيتسنى للزائر اقتناء منحوتات خشبية من صنع حرفيين من بوركينا فاسو وسلال من القصب لحرفيي الغابون، بالإضافة إلى زرابٍ تونسية وتحف نحاسية من صنع مصري. الصالون فرصة لاكتشاف إفريقيا عن قرب عرف صالون الصناعات التقليدية إقبالا مكثفا من قبل المواطنين وحتى الأجانب من جنسيات مختلفة مثل الايطاليين والصينيين والأفارقة المقيمين بالجزائر الذين جاؤوا بغرض التمتع برؤية المنتجات الإفريقية التي لم يروها من قبل إلا على شاشات التلفزيون. وأكثر ما أثار انتباه الزوار هو الحلي التقليدية المزركشة التي تشتهر دول افريقية عديدة بصنعها، بالإضافة الى الأواني والتحف التذكارية، هذه الأخيرة عرفت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين لانخفاض أثمانها بالمقارنة مع منتجات أخرى. وعن رأيهم في الصالون أكد السيد ''احمد ''من الجزائر العاصمة الذي قدم رفقة عائلته ان فكرة إقامة معرض للصناعة التقليدية هي فكرة جيدة تمنحك فرصة السفر المجاني الى عدة بلدان في نفس الوقت يكفيك فقط ان تتنقل من جناح الى أخر لتشهد بعينك على تنوع ثقافي قل نظيره وهو بالمناسبة فرصة لاكتشاف ما يفكر فيه الآخرون وما يعتمدون عليه في حياتهم. وأضاف السيد'' احمد'' انه اكتشف صناعات تقليدية جزائرية لم يكن يعرفها من قبل كأواني شرب الماء المصنوعة من الحلفاء والتي وجدها في جناح ولاية وادي سوف. بالإضافة الى ذلك تم تنظيم معرض الهندسة المعمارية والهدف من إقامته حسب المنظمين يرمي الى التعريف بالهندسة المعمارية القديمة وإعادة الاعتبار لهذا المجال الذي استمر رغم زحف التكنولوجيات الحديثة و الهندسة المتطورة التي شهدها عالم البناء. وفي توضيح للقائم على الجناح ذكر أن أنماط البناء بالطوب تتنوع على حسب أنواع هذا الأخير و هو ما يعكس هوية وثقافة الشعوب التي أنجزتها. مؤكدا أن الهندسات المعمارية المصنوعة من الطوب لا تقتصر على القارة الإفريقية و العالم النائي فحسب وإنما تصل إلى أوروبا وآسيا وحتى الأمريكيتين مجسدا في إنجازات معمارية أصبحت اليوم تصنف ضمن التحف العالمية. وقد تم التركيز على أربعة محاور في تنظيم هذا المعرض وهي من التنوع إلى الهندسة الطوبية والقصور المحمية في الجزائر: بين الصخر والطوب ومن عالمية الهندسة الطوبية ومن العصرنة إلى الهندسة الطوبية.