تؤكدة الناشطة المكسيكية الأستاذة إيتسال يرقار زقال في مؤسسة هيومن رايتس والمدافعة عن حقوق المغتربات المكسيكيات في العالم، تؤكد في هذه المقابلة الصحفية التي أجرتها معها ''الحوار'' في مخيم الداخلة الصحراوية (140 كلم من ولاية تندوف) أنها ستعمل على إيصال معاناة الشعب الصحراوي ولا سيما معاناة المرأة الصحراوية في كامل الملتقيات العالمية والمؤسسات الحقوقية لاسيما في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومؤسسات الأممالمتحدة، بالإضافة إلى هذا فهي تكشف عن عمل ستقوم به مستقبلا من أجل تسهيل قدوم عشرات الوفود المكسيكية من نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان للمخيمات الصحراوية. على صعيد متصل تدعو المتحدثة المملكة المغربية للانصياع للقرارات الدولية والاحتكام إلى الاستفتاء، حيث تعبر عن استغرابها من خوفه من تقرير الصحراويين لمصيرهم عبر الصندوق، إما بالاستقبال أو قبول الحكم الذاتي أو الانضمام إليه.. وفيما يلي نص المقابلة. ما تقييمكم لهذه الزيارة وقد أتيتم من بلد بعيد هو المكسيك الذي يعترف بالصحراء الغربية؟ هذه أول مرة أشارك في التظاهرة الخاصة بالشعب الصحراوي، وفي الحقيقة لم تكن لدينا معلومات حول حقيقة هذا الشعب، وأعتقد أنه اليوم أصبحت لدينا فكرة حول طبيعة الناس ومعانتهم. وفعلا بلدنا يعترف بحكم الدستور المكسيكي، وهو لا يفرق بين بلد صغير أو كبير، وأعتقد أن هذا المبدأ تقاسمنا فيه العديد من الدول إن لم نقل أغلب دول العالم، ومن الجميل أن تكون الدول التي لا تحكم مبادئها أو سياستها الخارجية، كلها مع عدالة القضية الصحراوية، ونحن نود التأكيد أننا معهم ومع قضيتهم وأعتقد أنه من الواجب علينا التعريف بها في المناطق التي لا يعرف فيها الناس أي شيء عنها. ما هي النظرة التي كانت لديك حول الشعب الصحراوي وخصوصا من يعيشون هنا في اللجوء؟ في الحقيقة لم أكن أعلم الشيء الكثير قبل مشاركتي في هذا الماراتون ال10 سوى أن هناك أناسا يعشون في الخيم في ظروف صعبة للغاية، وأن إقامة الماراتون كانت من أجل المساهمة في التعريف بهم وبالظروف التي يعيشون فيها، وباعتقادي لا يوجد مخلوق يمكنه أن يغض الطرف عن ما رآه. أنت حقوقية وتدافعين عن المهاجرين من بلدك خصوصا الفئة النسوية، ونحن نعيش الاحتفالات بعيد المرأة، كيف تقيمين وضعية المرأة الصحراوية؟ أعتقد أن هذه نقطة مهمة التي طرحتموها بخصوص المرأة الصحراوية التي وجدتها قوية وصبورة وأسهمت في بث الحياة وإعطائها الأمل للجميع كالأطفال والأزواج والإخوة، أعتقد أن دورها مهم للغاية في مثل هذه الظروف الصعبة التي تقع بين الحرب والسلم، أقصد اللجوء، فقد عانت النساء هنا من الحرب التي هجرتهن من أرضهم والكثير منهن وافتهن المنية في الطريق إلى هنا، ومن جهة أخرى فقد انبهرت من المستوى الثقافي للعديد من النساء في هذه الجهة، لكن ما يؤسف له أنهن وكما ذكرت يعملن كثيرا ومنهن من يقمن بأعمال شاقة في ظل انعدام الحاجيات، وهذه هي خاصية كل مناطق اللجوء. ساهمت المرأة الصحراوية كما يظهر تاريخها بالكثير من أجل التعريف بقضيتها في العالم، ولعل أدل شيء هي الرسالة التي سمعها العالم عبر المناضلة الصحراوية أميناتو حيدار التي تحدّت كل الضغوط من أجل أن لا تتراجع عن آرائها وبالنسبة لنا فدعمنا للمرأة الصحراوية سيتواصل دوما ونحاول البحث على مشاريع تجمعنا مع النساء الصحراويات مستقبلا. بالنسبة للمشاركة المكسيكية في هذه السنة ما هو تقييمكم لها؟ أعتقد أن المشاركة المكسيكية تقتصر على شخصين اثنين، أنا ومواطنة مكسيكية أخرى رغم أني علمت أن وفدا مكسيكيا سبقني بالزيارة إلى هنا، ونحن نأمل أن تكون المكسيك نقطة ارتكاز لدعم القضية الصحراوية في كل أمريكا اللاتينية. كيف تتصورين إيجاد حل للقضية الصحراوية بحكم أن لك خبرة في المجال القانوني؟ أعتقد أن المسألة واضحة ولا تتطلب سوى القيام باستفتاء لتقرير المصير، حيث يمكن للشعب الصحراوي أن يقوم بواجبه، وأعتقد أن الأممالمتحدة مطالبة بإقامة هذا الاستفتاء بكافة الطرق لإنهاء هذه المعاناة، فهم لديهم الحرية للاستقلال أو الانضمام إلى المغرب أو الحكم الذاتي، المهم أن يجرى هذا الاستفتاء، وعلى المغرب أن يفهم أن هذه أرضهم ويجب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم. تنتقل إلى نشاطكم الدولي فيما يخص عملكم في مجال الدفاع عن المهاجرين المكسيكيين هل لك أن تعطينا لمحة حول هذا النشاط الذي تقومون به؟ أنا محامية عن حقوق الإنسان وأختص بالنساء المهاجرات من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة وأمريكا الوسطى وأمريكا اللاتينية، حيث لدينا جالية كبيرة هناك بالإضافة إلى أوروبا وإفريقيا وأنا أعمل مع عدد من المنظمات المختصة في هذا المجال، وقد بدأت العمل في سنة 2001 وكانت لدي الفرصة للمشاركة في العديد من الأماكن في العالم، في كوستريكا مع النساء هناك وفي إسبانيا، وقد تعلمت الكثير من الأشياء عن أوضاع النساء اللواتي يدفعن الثمن مضاعفا في غالب الأحيان وهن دوما يبحثن على أوضاع أحسن خصوصا وأنهن الفئة الأكثر عرضة للاضطهاد والاغتصاب. مع عودتك إلى المكسيك هل ستقومين بنقل هذه الصورة التي عايشتيها هناك في مخيمات اللاجئين الصحراويين؟ بالطبع وسأعمل من أجل أن يتقاسم الشعب المكسيكي لا سيما النخبة في بلدي من أجل الضغط أكثر في الأممالمتحدة وفي شوارع الدول الكبرى من أجل مساندة القضية الصحراوية أكثر فأكثر، لأننا إذا وقفنا وقفة واحدة فأعتقد أن الجماعة يمكنها الوصول إلى شيء من أجل إنهاء معاناة الأطفال والنساء والشيوخ. أعتقد أن هذه المناسبة كانت مهمة لكي نعرف خصوصية هذا الشعب الذي سنتكلم عليه في كل المؤسسات الدولية والاجتماعية التي سننظمها مع الوفود الأجنبية وكل أمانينا أن تحل هذه القضية في المستقبل القريب. هل ستعودين في العام المقبل؟ (تضحك).. الطريق كانت طويلة جدا لكن أتمنى ذلك، وإذا لم آت سيكون مكسيكيون آخرون في العام المقبل وأعدكم بذلك.